تعز العز

أين المشكلة إذاً ؟!

حضرت اليوم عرساً لأحد الأصدقاء وبينما كنا في القاعة أو الصالة التي قد طالما قصفت مثيلاتها في مناطقٍ ومراحل زمنيةٍ شتى خلال العامين المنصرفين مخلفاتٍ ورائهن مئات الشهداء والجرحى، نظرت وكنت في موقعٍ يؤهلني لأن أرى معظم الحاضرين الذين لم تستطع الفرحة والغبطة أن تخفي ملامحها من وجوههم المكسوُّة بالنور، فرأيت الجميع حاضرين ؛ رأيت المؤتمريين والحوثيين والإصلاحيين والشمالي والجنوبي والزيدي والشافعي وغيرهم حاضرين بشكلٍ لافتٍ وملحوظ يتبادلون التحايا والضحكات بصدقٍ عفويٍ محض وكل مظاهر الود الصادق ظاهرةٌ على محيّاهم جميعاً، ثم تأملت للحظةٍ وقد رأيت هذه اللحمة الوطنية الحقيقية الصادقة وتسائلت :
أين المشكلة إذاً ؟! واين يكمن الخلل ؟!
أهي السياسةُ ؟!
قاتل السياسة كيف فعلت بنا وكيف أوشكت ان تمزق نسيج مجتمعنا الواحد ! بدلاً من أن نستخدمها لخدمة الدين والمُثل والقيم النبيلة صرنا نستخدم الدين والمُثُل والقيم النبيلة لخدمة السياسة، فصرنا شيعاً وأحزابا وتمزقنا كل ممزق !
أم هي النفوس والمطامع يا تُرى ؟!
قاتل الله أيضاً كل من لا يراعي حرمةً لهذه الأرض أو يقيم وزناً لهذا الشعب أو يسوق الإنسان اليمني البسيط والمتسامح هذا إلى محارق الفناء عن بعد وهو يخدم بسياساته هذه دولاً أجنبيةً وينفذ سياساتها وأجندتها المشبوهه أو يحاول فرض ثقافاتٍ وسخافاتٍ دخيلةً أو مستوردة نظير عرضٍ من الدنيا قليل !
عموماً لقد شعرت في حقيقة الأمر وأنا في هذه الصالة اليوم أنني في وطني الحقيقي الذي عرفته وعرفني والخالي من كل مظاهر الحقد والكراهية ورفض الآخر لدرجة أنني قلت في نفسي واثقاً قبل أن اغادر الجمع أنه لا ينبغي لمثل هؤلاء الإخوة أن يوجهوا سلاحهم في وجه بعضهم بعضا، ثم مضيت وقد اطمئنيت على صنعاء أن لا يمسها ممن يريد بها شراً سوء ! فليس بيننا عميلٌ ولا خائنٌ ولا جبان !
✍️عبدالمنان السنبلي .
 
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز