تعز العز

هُنا (دمشق) من الرياض والدوحة !

نعم آلمني كما آلم كل عربيٍ ومسلمٍ حرٍ العدوان الأمريكي الصهيوني الغاشم على القطر العربي السوري الشقيق، إلا أن ما آلمني أكثر هو ترحيب وتهليل وتشفي وفرح بعض العرب بهذا الإعتداء كما لو كانت سوريا الحبيبة قطعةً من إسرائيل (العدو)، لا جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير !
في الحقيقة ما أشبه الليلة بالبارحة وكأن التاريخ يعيد نفسه، فمن فرح واستبشر بالعدوان الثلاثي على مصر في خمسينيات القرن الماضي هم أنفسهم من فرحوا واستبشروا بنكسة حزيران وأحداث أيلول الأسود واجتياح لبنان والعدوان الثلاثيني على العراق وحصاره وإحتلاله والعدوان على لبنان وغزة وليبيا واليمن واليوم سوريا !
مالذي تغير ؟! لم يتغير شئٌ ! المدرسة المدرسة والمنهل المنهل والعمالة العمالة والعدو العدو، واما العرب فمازالوا نائمين في العسل أو في ما يشبه العسل !
لا أبالغ أن قلت أن طريقة تعاطي قنوات الجزيرة والعربية والحدث لهذا القصف الصاروخي الآثم على سوريتنا الحبيبة قد جعلني أشعر كما لو أنه قد جاء لهذه الأبواق الصدّاحة على مدار الساعة إثماً وكذباً وتضليلا بمثابة عيدية الموسم او احتفالية إنتهاء الحصاد حيث أخذت كل واحدةٍ منهن تتراقص طرباً على إيقاع وأزيز الصواريخ الأمريكية الآثمة بطريقتها الخاصة القادرة على الوصول إلى أفئدة وعقول ندامى الهوان وسكارى الذل والخنوع منذ زمنٍ غير قريب من المحسوبين على هذه الأمة أنهم عربٌ بلا عروبة ورجالٌ بلا رجولةٍ ونخوة، لتبشرهم بما يستحي أن يبشرهم به الخنزير لا الأنسان !
لم نكن نطمح منكم أيها الناعقون إثما أن تصيبوا شيئاً من نخوة إذاعة دمشق التي وخلال العدوان الثلاثي على مصر وبعد تدمير إذاعة القاهرة فاجأت العالم بإعلانها :
هنا القاهرة من دمشق !
فنحن نعلم جيداً أنكم ولو بعد ألف عامٍ من الآن لا تملكون الجرأة أو النخوة الكافية لإعلان مثلاً – هنا دمشق من الرياض أو الدوحة أو أبوظبي لأنكم أصلاً أداةٌ رخيصةٌ من أدوات أعداء الأمة وإن تكلمتم العربية أو لبستم العقال !
كل ما نتمناه منكم ولا نترجاه هو أن تكفوا شماتتكم وتقلعوا عن حماقتكم هذه لأنها لن تغنيكم من مُسلّمات التاريخ وحقائق وضرورات العصر شيئا ولن تزيد من قدركم أو تنقص من قدر سوريا أو اليمن قيد أنملة إلا أن تموتوا في الأخير بغيضكم حسرةً وكمداً وأنتم فارون في طريق فراركم الأخير بحثاً عن ملجأ ما بعد السقوط الوشيك والمريع الأخير !
✍️عبدالمنان السنبلي .
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز