تعز العز

تعرف على الاسباب الرئيسية لقصف قاعدة الشعيرات السورية. . تحليل سياسي لخلفيات الصراع و الخطوط الحمراء لدول الكبرى

مقدمة:
ظلت الادارات الامريكية المتعاقبة وخلال عشرات السنين السابقة تؤكد وتتعهد بحماية. امن اسرائيل والحفاظ على التفوق العسكري الاسرائيلي ، هكذا دأبت هذه الادارات الامريكية وجميع الرؤساء الامريكين يكررون هذه العبارات نظريا وعمليا اثناء الحملات الانتخابية. الرئاسي اثناء التسابق الى سدة الحكم في البيت الابيض، ويعودون لتكرار هذه التعهدات بعد الفوز واثناء ممارسة الحكم الفعلي في البيت الابيض
 
ينبغي على الجميع ان يعوا هذه القواعد الذي خطتها الادارات الامريكية المتعاقبة وتمسكت بهذه التعهدات على الواقع الفعلي بحيث اعتبرتها من الخطوط الحمراء التي لايمكن ان تقبل اي ادارة امريكية المس بها ،
 
ولذلك ظلت الادارات الامريكية مستمرة بتزويد اسرائيل بالاسلحة الامريكية الاكثر تتطورا في العالم سوى في القوات الجوية او البحرية او البرية او في انظمة الاتصالات وفي انظمة الدفاع الجوي بمافيها صواريخ الباتريوت وتوماهوك وغيرها ووصل الى تسليمها احدث الاسلحة المتتطورة الجوية اولا باول قبل ان يسلم الى الجيش الامريكي في بعض الاحيان ،
 
وكان اخرها تسليمها طائرات اف 35 الاكثر تطورا في العالم ، وحتى اصبحت اسرائيل دولة رائدة في الصناعات العسكرية ومن اوائل الدول في العالم في مبيعات السلاح بعد الدول الكبرى ، نظرا لدعم الكبير والتسهيلات الامريكية المقدمة لها في هذا المجال منذ بداية تكوين الكيان الصهيوني في فليسطين وحتى اليوم.
 
كما عملت امريكا وبواسطة الذراع الطويل لها وهي جهاز الاستخبارات الامريكية على فرض عدم مقدرة اي دولة عربية في المنطقة في تجاوز هذا الخط الاحمر في امتلاك اي سلاح يهدد التفوق الاسرائيلي ، والعمل على خلخلة هذه الدول من الداخل ومنع تنفيذ اي خطط تقوم بتنفيذها اي دولة يؤدي الى امتلاكهالسلاح رادع للاسرائيل ، وذلك بممارسة سياسة استباقية في هذه القضية وإفشال كل الخطط في هذا الاتجاه.، وحتى لو اضطرت للتدخل عسكريا مباشرتا ضد هذه الدولة ،
 
لقد كانت هذه المقدمة ضرورية وممهدة لفهم ما نحن داخلين عليه.
 
إن قيام سوريا بإستخدام للإنظمة دفاعاتها الجوية قبل اسابيع قليله وإطلاق عدد من الصواريخ صوب الطيران الحربي الاسرائيلي التي اغارت على قواعد ومخازن للجيش العربي السوري في تدمر شرق حمص، شكل منعطفا خطيرا اعتبرته امريكا تجاوزا للخطوط الحمراء ، وبالرغم ان الرد السوري يعتبر الاول من نوعه لكنه اعتبر من قبل امريكا كسرا لقواعد الاشتباك بين سوريا وإسرائيل ، وبداية إسقاطا للتفوق العسكري الاسرائيلي ، وخاصة ان الصواريخ السورية اصابت احدى الطائرات الاسرائيلية المغيرة.
 
وسواء اصابت الصواريخ السوريا الطائرات الاسرائيلية ام لم تصبها ، لكن يكفي ان سقوط اجزاء من هذه الصواريخ قرب المستوطنات الاسرائيلية واحداث الذعر الكبير وسط المستوطنين ، مما ادى الى قيام اسرائيل بنشر والاعتراف بتصدي انظمة الدفاع الجوي السوري لطيرانها في قنواتها الاعلامية بعد أن كانت لا تعترف في السابق الا في فترات متأخرة عند شنها الغارات الجوية في سوريا في كل الاسابيع والاشهر والسنوات السابقه ،
 
ولان إسرائيل اضطرت الى تشغيل انظمة وشبكة الدفاعات الجوية الاسرائيلية وإعتراض الصواريخ السورية ، الذي احدث ذعر وسط المستوطنين. مما جعلها لا تستطيع ان تخفي هذه الحادثه
 
كان لهذه الحادثة تداعيات كبيره على اسرائيل وامريكا كبيرة نذكر منها.
 
** ان قاعدة التفوق الجوى الاسرائيلي اخترقت وتم اسقاطها وان الجيش العربي السوري يستطيع تهديد الطائرات الاسرائيلية ومنعها من الطيران بحرية في المجال الجوي السوري بل وفي فوق المجال الجوي لفلسطين المحتلة اذا اراد ، وتغيرت تماما قواعد الاشتباك
 
وما لهذا من تداعيات خطيرة على معنويات المستوطنين في كيان العدو وعلى جنود وضباط جيش الكيان الاسرائيلي انفسهم ،
 
** إذ ان كيان العدو و الجيش الاسرائيلي بدون تفوق جوي على دول المنطقة معرض لسقوط والهزيمة ومعرض كيانه المحتل لفلسطين والقدس الشريف للانهيار والتفكك والانقراض والمحو من الخريطة .على المدى القريب والمتوسط والبعيد .في مواجهة الجيش العربي السوري او اي جيش في المنطقة.
 
** لم يعد بمقدور الكيان الصهيوني القيام بعمليات استباقية وقصف اي سلاح او معدات او اجهزة لكل دولة او حزب في المنطقة بعد هذه الحادثه بسهولة او بحرية ضد كل دولة او حزب يحاول ان يكسر قاعدة تفوقها العسكري ،
 
مثلما كانت تقوم بعمليات القصف في سوريا ولبنان والعراق وعندما قصفت مفاعل تموز العراقي والسودان او ضد حزب الله ومنع اي سلاح يصل له كما تقول، وكما تكرر تهديدها في كل مناسبة وتتوعد بالقيام بضربة جوية ضد ايران ومفاعلاتها النووية ،
 
كل هذا النشاط والاستعلاء. والغطرسة الاسرائيلية تعرض لضربة كبيرة وشرخ واهتزاز كبير في سوريا بعد قيام الجيش العربي السوري بالرد وتهديد حرية طيرانها وكسر القاعدة وقيامه بالتصدى لعملية استباحة مجالها الجوي من قبل الطائرات الاسرائيلية
 
**** اعتقد ومنذ حصول هذه الحادثة الجوية لطائرات الاسرائيلية اتخذ القرار الامريكي بضرب الجيش السوري وخاصة انظمة الدفاع الجوية الصاروخية المتتطورة التي يمتلكها.
 
وما التصريحات الروسية بعد الضربة الصاروخية الامريكية على مطار الشعيرات السوري عندما قالوا ان الامريكيون قرروا القيام بهذه الضربة. قبل حادثة ادلب في مدينة خان شيخون على صحة مانقول في هذا المقال والتحليل.
 
*** لقد ضربت الصواريخ الامريكية في الاساس شبكة وأنظمة الدفاع الجوي والرادرات السوريا في مطار الشعيرات ، وخاصة وان هذه الشبكة. والرادرات هي التي تصدت للغارة الاسرائيلية ومنها انطلقت الصواريخ السورية ضد الطائرات الاسرائيلية، كما يردد الاعلام الاسرائيلي ، لان الضربة باعتقادي كانت موجهة لهذا الهدف بالدرجة الاولى ،
 
وما تتناقله وكلالات الانباء العالمية وخاصة (سبوتنيك الروسيا، وقناة ارتي الروسية ) بعد ذلك من ان الجيش العربي السوري استطاع ان يشغل مطار الشعيرات مرة اخرى بعد الضربة الامريكية وتمكنت الطائرات الحربية السورية من الاقلاع من هذه القاعدة الجوية الا على صحة اعتقادنا وما نقول
 
*** السوريون إستخدموا صواريخ( اس بي 5) ارض جو مضاد لطائرات مطور يمتلكه الجيش السوري في التصدي لطائرات الاسرائيلية ، ولم يتركوا مهمة حماية المجال السوري الجوي للجيش الروسي المنتشر في الاراضي السوري بحسب إتفاق مبدأي معهم كما اعتقد ،
 
عندما شعروا ان الروس وبالرغم من قيامهم بنصب شبكات من انظمة الدفاع الجوي اس 300 واس 400 لم يستخدموها او يعملوا حد للإستباحة الطيران الاسرائيلي للمجال السوري وقيامه بقصف اهداف سورية اكثر من مرة ، لذلك قاموا بإتخاذ المبادرة والتصدي للغارات الاسرائيلية بما يمتلكونه وبدون التنسيق مع الروس.
 
وترجع اسباب ذلك أن السورين شعروا ان الروس عقدوا مع امريكا واسرائيل اتفاق او (صفقة) بموجبها تضمن اسرائيل عدم تهديد حرية طيرانها الحربي فوق المجال الجوي السوري او منعها بالقيام بالضربات الجوية (في مايعرف بسياسة بين الحروب التي تتبعها اسرائيل في لبنان وسوريا خلال السنوات المنصرمة ) وقيامها بمنع وصول اي سلاح نوعي لحزب الله او ماتراه اسرائيل تهديدا للامنها، كما تردد دائما في اعلامها ، هذا الاتفاق يفترض قد ابرم منذ بداية التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا ،
 
لذلك رأينا قيام وزارة الخارجية الروسية بإستدعاء السفير الاسرائيلي في موسكو لتعبر له عن رفضها لقيام اسرائيل بعمليات قصف في سوريا واختراق المجال الجوي السوري. وتسلمه تحذيرا شديد اللهجة ، وهذا فقط للاقناع القيادة السورية. ان مهمة حماية المجال السوري ستكون من قبل روسيا ، ولإقناع القيادة السورية ايضا بعدم استخدام الصواريخ المضادة لطيران ضد الطائرات الاسرائيلية. وأنها ستكبح جماح اسرائيل في هذا الجانب
 
لذلك سمعنا وشاهدنا التصريحات الامريكية الاخيرة وبعد ضربتها الصاروخية في سوريا انهم قد قاموا بتبليغ القيادة الروسية. بتفاصيل الضربة الصاروخية الامريكية لمطار الشعيرات. قبل تنفيذ الضربة العسكرية.
 
لان الروس لو كانوا يريدون اعتراض الصواريخ الامريكية لتمكنوا من ذلك فهم يمتلكون المقدرة على ذلك وقد سبق وتم اختبار الجاهزية الروسية من قبل التحالف الامريكي الاسرائيلي من قبل عندما إستتطاعت روسيا من إسقاط صاروخين موجهين من نفس الطراز قبالة الساحل السوري في مياه البحر الابيض المتوسط قبل اكثر من سنه.
 
وهذا يعني ان هناك اتفاق وتوافق بين القيادتين الامريكية والروسية.في ترتيب الاوضاع والسياسات بينهم في سوريا ، لان اي تصادم بين الدولتين ستؤدي الى حرب عالمية ثالثه وهذا مستحيل ان يسمحوا به الطرفين من اجل الرئيس بشار الاسد او تركيا اوالسعودية او المجموعات المتتطرفة الارهابية ،
 
لذلك اعتقد ان هناك اتفاق وموافقه ضمنية من قبل الروسي والامريكي بنزع السلاح السوري الكاسر لتفوق الاسرائيلي الجوي من صواريخ الدفاع الجوي وانظمة وشبكات الدفاعات الجوية والرادارات السورية المتتطورة ،
 
مع وجود إتفاق بين العملاقين بعدم المس بالتفوق الجوي الاسرائيلي وبحرية الطيران في سماء المنطقة وحماية الامن الاسرائيلي وخاصة ضد حزب الله الذي يسعي لتسلح بسلاح اكثر تطورا على ان يكون هذا بالتنسيق المستمر بين روسيا واسرائيل وامريكا في هذا الجانب وخاصة ما يخص سوريا حيث ان روسيا متواجد جيشها في سوريا وهي من تقوم بمهام حماية الاجواء السوريه والساحل والمياه الاقليمية السورية لوجود جيشها هناك ومسؤليتها ايضا تجاه القيادة السورية وبموجب الاتفاقات بين الطرفين.
 
إذا القضية الرئيسية هي نزع سلاح الدفاع الجوي السوري مثلما تم نزع السلاح الكيماوي السوري الرادع للاسرائيل وايضا تحت الضمانات الروسية ، والذي سبقه قصف بالكيماوي للغوطة الشرقية ايضا ؟؟؟؟؟
 
ولذلك فإن حادثة قصف خان شيخون بالكيماوي ماهي الا كانت. حادثة مدبرة من قبل الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية وادواتهافي الداخل السوري براي الشخصي لكي يكون هناك مبرر قوي ومقنع لراي العام الامريكي لقيام الجيش الامريكي بضرب مطار الشعيرات السوري ومنظومة الدفاعات الجوية ،
 
الروس لم يتفاجئوا وكانوا يعرفون ان امريكا ستقوم بالضربة العسكرية ضد سوريا ، وحتى بدون اي تحقيقات محايدة. في حادثة خان شيخون ، وحتى بدون تقديم لمجلس الامن اي ادلة حقيقية لضلوع النظام السوري في قصف بلدة خان شيخون ، وحتى بدون ان يصدر اي. قرار من مجلس الامن الدولي ضد النظام السوري يوصي بضربه عسكريا او بفرض عقوبات إقتصادية عليه .،
 
كل هذه لاتهم ترامب وادارته لان القضية تتعلق بالمحافظة على التفوق العسكري الاسرائيلي وليس في قصف بلدة خان شيخون ، وهذا خط احمر لايمكن القبول به كما تعتقد الادارة الامريكية
 
واتوقع انه سيكون هناك ضربات اخرى لمثل هذه المنظومات ان وجدت في اي منطقة سوريا ، هذا اذا لم يتم الاتفاق على تفكيكها وتسليمها لروسيا. او وضعها تحت الاشراف الروسي وبحيث تبقى روسيا هي الضامنة في عدم استخدامها ، بدلا من قيام ضربات عسكرية امريكية اخرى
 
وبهذا تؤكد امريكا للعالم مضيها في الحفاظ على التفوق العسكري الاسرائيلي مهما كلف الامر حتى لو إضطرت الى فبركة جرائم ومجازر ضد المدنين وحتى لو اشعلت حروب وازمات في الدول ولو ذهب ضحيتها مئات الالالف من القتلى وتهجير عشرات الملاين من السكان ، مع العلم انه لن يكون هناك مانعا لديها بتجاوز ما يسمى الشرعية الدولية ومجلس الامن والامم المتحدة وبدون الرجوع لاي قرارات منها او إنتظار اي تحقيقيات وما حدث ويحدث في سوريا الا شاهدا حقيقيا على هذه السياسة الامريكية في هذا الجانب .
 
** أمريكا قواتها البرية في الاراضي السورية وهي بصدد احلال القوات السورية الموالية لها والتي دربتها وسلحتها مكان تواجد وسيطرة مجمواعات داعش وبقية المجموعات التي تم الاعتراف بانها ارهابية وتتبع القاعدة سوء في دير الزور والرقة ام شمال حلب او في ادلب او في جنوب سوريا وغيرها ، من خلال انشاء ودعم قوات سوريا الديمقراطية ذات الاغلبية الكردية او رعاية ودعم ما تسميها جيوش المجموعات المعتدلة وهي تسير في خطتها بشكل جيد ومساندة قوات اوربية وحلف الناتو ، وبالتعاون مع تركيا وجيشها في تبادل الادوار ، وطبعا مع وجود توافق سري بين القوى العطمى امريكا وروسيا بخصوص الازمة السوريا ،
 
ولم تكن محتاجه لان تفبرك جريمة خان شيخون لتستخدمها في التدخل العسكري المباشر ضد الجيش العربي السوري ، قد تكون من تداعيتها الاصطدام المباشر مع الجيش الروسي والانزلاق لحرب بين الطرفين العملاقين تؤدي الى حرب عالمية ثالثه.
 
لكن قضية حماية اسرائيل والمحافظة على تفوقها العسكري في مواجهة الدول العربية. كان يحتم عليها عمل ذلك لانه خط احمر بالنسبة لها ، ومن القضايا التي لا يمكن ان تسمح بها اي ادارة امريكية ان يحدث، وحتى لو كانت النتائج والتداعيات مكلفه وكارثية ،
 
وبالتالي كانت روسيا متفهمه للموقف الامريكي وعلى دراية مسبقه بكلما حدث ، وكل ماترونه من بيانات عنترية ونارية من هذا الطرف او الطرف الاخر ماهو الا مسرحية متفقا عليها وان خطوط الاتصال بينهما لم تنفطع ابدا وان الخطوط العريضه والاستراتيجية والحيوية لمصالح كل طرف سواء الروسي والامريكي او الاسرائيلي محفوظة ومرعية من قبل كل الاطراف.
صلاح القرشي 
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز