تعز العز

نار الحرب تكاد تشتعل بين أمريكا وكوريا الشمالية.. ترامب يتوعد بـ”أرمادا” والصين تدعو للتهدئة

كاد نار الحرب تشتعل بين أمريكا وكوريا الشمالية، لاسيما بعد قرارات ترامب الهجومية الأخيرة تجاه سوريا لتليها فيما بعد توعّداته لبيونغ يانغ بضربات عسكرية جادة.

وفيما توعّد الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بإرسال أسطول عظيم لايهزم أطلق عليه اسم “أرمادا” الى سواحل شبه الجزيرة الكورية بغية شنّ ضربة عسكرية على نظام بيونغ يانغ، دعت الصين الى التهدئة وحلّ الأزمة عن طريق السبل السلمية، في حين أن كوريا الشمالية حذّرت من أنها ستردّ على أي هجوم ولن تتوسل لإحلال السلام مع أمريكا.

يبدو أن التوعدات الامريكية جادة هذه المرّة، إذ أخطر “ممثل الخارجية الأمريكية” الحكومة اليابانية بوجود خيارين فقط وهما “إما بكين تعزز ضغطها أو واشنطن تضرب”.

وفي حال رفضت بيونغ يانغ تجميد برنامجها الصاروخي والنووي، فإن واشنطن ستوجّه ضربة عسكرية شاملة على كوريا الشمالية، وهذا بحسب مانلقه ممثل الخارجية الأمريكية إلى طوكيو مطلع أبريل الجاري.
غوصات ترامب الضاربة

وأما ترامب فقد أعلن عن موقف بلاده الهجومي تجاه كوريا الشمالية، متوعّدا بإرسال أسطول لايهزم الى سواحل شبه الجزيرة الكورية، وقال متباهيا بعد وعيده: لدينا غواصات أكثر قوة بكثير من حاملة الطائرات.

وجاء اللقب الذي منحه ترامب للأسطول المزعوم، كناية عن الأسطول الإسباني العظيم الذي أرسله الملك فيليب الثاني “ARMADA”، في عام 1588 لغزو إنكلترا.

حجم التهديد الأمريكي

والأسطول البحري الهجومي الذي رسى على سواحل شبه الجزيرة، يتضمن حاملة الطائرات “كارل فينسون”، والتي تحطّ على متنها نحو 70 مقاتلة ومروحية، بينها 24 قاذفة من نوع “F/A-18″، و10 طائرات للتزويد بالوقود، و10 طائرات مضادة للغواصات من نوع ” S-3A”، و6 مروحيات تكتيكية مضادة للغواصات من نوع ” SH-3H”، و4 طائرات للاستطلاع اللاسلكي من نوع ” EA-6B “، و4 طائرات للإنذار المبكر والتحكم من نوع ” E-2″.
علاوة على المجموعة الهجومية المذكورة آنفا، يتواجد الطراد الأمريكي “Lake Champlain”، ومدمرتين مجهزتين بأجهزة الكشف المبكر.

وفي الوقت الراهن يتواجد أكثر من 28 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية، بذريعة حماية سيئول من تهديدات بيونغ يانغ، الأمر الذي فنّدته بيونغ يانغ معتبرة تواجد الجيش الامريكي في كوريا الجنوبية تهديدا لها.

ضرب كوريا الشمالية متوقف على رأي الصين

وفي وقت سابق نقلت وكالة أنباء “Kyodo” أن ممثل الخارجية الأمريكية أبلغ الحكومة اليابانية بوجود خيارين فقط، وهما إما بكين تعزز ضغطها أو واشنطن تضرب.

وأشارت الوكالة اليابانية إلى أن طوكيو استوعبت أن العملية العسكرية ضد كوريا الشمالية باتت خيارا حقيقيا لأمريكا.

إلا أن مايقلق اليابان هو أن تصبح أراضيها وأراضي كوريا الجنوبية هدفا لضربات مضادة من قبل كوريا الشمالية.

موقف سلمي لليابان

مما دفع الحكومة اليابانية إلى مطالبة واشنطن بالتراجع عن موقفها، حيث أنها لا تسعى إلى حل عسكري، بل إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من السلاح النووي بالوسائل الدبلوماسية.

موقف اليابان المذكور آنفا نقله وزير خارجيتها “فوميو كيشيدا” إلى نظيره الأمريكي “ريكس تيلرسون” خلال الاجتماع الذي عقد في 10 أبريل/نيسان في إيطاليا.
وبهذا تكون قد علّقت اليابان جميع آمالها على موقف الصين، الشريك الاقتصادي والعسكري الرئيس لكوريا الشمالية، معوّلة على أن بكين ستمارس ضغطا أكبر على بيونغ يانغ، وتقنعها بوقف برنامجها الصاروخي والنووي.

وتزامنا مع دخول الأسطول الامريكي الضارب الى مياه شبه الجزيرة الكورية، أعلنت البحرية اليابانية أنها تعتزم تنظيم مناورات مشتركة مع مجموعة “كارل فينسون” الهجومية.

وذكر مصدر من طوكيو: اليابان تريد إرسال عددا من المدمرات مع دخول كارل فينسون بحر الصين الشرقي.

وجاء هذا التحرك الأمريكي الجاد بشأن كوريا الشمالية، بعد أن حققت الأخيرة تقدما ملحوظا في الفترة الماضية في برامجها العسكرية، لاسيما وأنها على أعتاب امتلاك صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية