تعز العز

يساريون .. تاهوا عن المسار

الحلقة الأولى :
هل يمكن للمغيبين من الشعوب العربية من اعضاء الحركات التحررية أوغيرها أن يدركوا مدى التيه الذي وصلوا اليه من خلال الانجراف خلف مصطلحات لقنها لهم الاعداء ،،فتاهوا عبرها وغيرها من الشعارات والاقنعة ،،
ووجهوا في اتجاهات مخالفة لمبادئهم وقيمهم ،،،
من اولئك من رفع صور جمال عبدالناصر كرمز لحركتهم القومية ومنهم من رفع صور الزعيم صدام حسين واخرون رفعوا صور الحمدي ومثلهم او بينهم من يرفع صور جيفارا ،،،
مدافعين عن الأسماء تائهين عن المشروع متجهين في طرق مخالفة لمشاريع رموزهم النضالية ،، مصطفين مع أعداء تلك الرموز و اعداء مشاريعهم التحررية ،،،
خدعتهم الاغلفة ، ، لم يدركوا أن للاعداء عادة ،،
هي القيام بإنشاء حركات ناشئة تتباكى على مسمى الابطال لتسيطر من خلالها على محبيهم ،، بهدف توجيههم لطرق مخالفة لمشاريع الزعماء السابقين ،،
بل انها تقوم بغسل يد القاتل وتوجه اصابع الاتهام لضحايا جديدة ،، لتتخلص منهم مستقبلاً كما تخلصت من السابقين ،،،
ثم تعاود التباكي والنياح من جديد لتخدع الاجيال القادمة من المتأثرين بأولئك الاحرار معتمدة في ذلك على المال والاعلام في تغييب الشعوب واعادة برمجتها بما يخدم مشروع الصهيونية العالمية ،،
لا ننكر تمسكهم بالمسميات ( اشتراكي – ناصري – بعثي – قومي ) ،،،
لكننا نؤكد تيههم عن المشروع،،
ومضيهم وراء أغلفة لبسها الأعداء ليقودونهم خلفها ،،، رغم مخالفة المسار لمسارات السابقين ممن تغنوا ومازالوا باسماءهم وبطولاتهم ،، بل اصبحوا مجرد بيادق يحركها العدو حينما يريد وكيفما اراد ،،،
لم يدركوا أن اختلاف أسماء حركات واحزاب الزعماء السابقين من احرار العالم واختلاف فتراتهم الزمنية لم يمنع من ان يكون لهم هدف مشترك وله الاولوية عند الجميع ،،،
هذا الهدف هو التخلص من الهيمنة الرأسمالية الامريكية على بلدانهم ليتمكنوا بعدها من البدأ بمشاريعهم الوطنية والقومية للنهوض بأوطانهم ومواكبة الدول المتقدمة ،،،،
بعد أن وجدوا امريكا وحلفاءها هي العائق لأي تقدم ،،،
ومازالت الفرصة مواتية أمام المغيبين من مناصري تلك الحركات ورموزها إن كانوا صادقين في شعاراتهم ونواياهم ،، مخلصين لحركاتهم ورموزها أن يتعرفوا اولاً على العدو العالمي لرموزهم ومشاريعهم الوطنية والقومية ،،،
يليه البحث والتحري للتعرف على الايادي الاقليمية للعدو ،،،،
وبالتالي التعرف على ايادي تلك القوى الاقليمية داخل الاوطان ،،
ولا يمكن ان يكون التعرف على تلك الايادي بترديد ما تم تلقينه لنا فتقبلناه وفق منطق ( الببغاوات ) لان العدو سلاحه الاعلام ،،، بل يكون التعرف بالنظر للمواقف والتفريق بين ما نسمع وما نرى ،،،
لا أحبذ ان يكون التلقين هو اسلوب مقالي الذي اتخاطب عبره مع من يتباهون بالثقافة والمعرفة العالية ،،
بل أدعوهم لاستخدام العقل واجراء بحوثاتهم بانفسهم ،،،
ان لم يكونوا ممن يُحَكمون العاطفة ،، فيتوهون خلف الأهواء والرغبات ،،،، مصرين على التعامي وتضليل النفس والغير ،،،،

بإمكانهم مراجعة خطابات عبدالناصر عبر مقاطع الفيديو سيجدونه يتحدث عن امريكا وعدوانها المعلن أو السري وشروطها بادخال خبراء عسكريين (مراقبين) لضمان عدم التصنيع او التنمية ،، او تلك الشروط التي تقضي بتحديد عدد المجندين ونوعية التدريب ،،
سيجدونه يشير بالبنان للسعودية والاردن كيدين من ايادي الاستعمار البريطاني والاستكبار الامريكي ،،
سيجدونه فاقداً للامل بان تكون السعودية عوناً لفلسطين في الوقت الذي تتشارك به مع اسرائيل باقامة القواعد الامريكية والبريطانية داخل اراضي كلاً منها ،،،
بامكانهم أيضاً مراجعة احداث غزو العراق وليبحثوا الى أين توجهت صواريخ صدام البالستية ( اسكود ) ؟،،
ولماذا وجهت الى ( تلابيب عاصمة اسرائيل والرياض عاصمة السعودية ) دون غيرهما؟
فإن تمكنوا من فهم المشروع الذي مضى به السابقون والعوائق التي اعترضت تحقيقه ،، حينها يمكنهم الخروج عن الدوائر التي يدورون فيها دون تمييز لنقطة البداية من نقطة النهاية ،،،
يمكنهم الخروج من التيه والمضي عكس الشعارات ،،،
التي يرددونها ويحملونها ،،

✍️  أ. فهد سعيد السميعي

#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز