تعز العز

معركة تقاسم النفوذ بين السعودية و الامارات في الجنوب

على خلاف ماكان يدعو اليه العدوان ابناء المحافظات الجنوبية قبل غزوها واحتلالها يعيش المواطنون اليوم واقع صراع النفوذ المحتدم بيت السعودية والأمارات الساعية لتثبيت هيمنتها وتوسيع نفوذها برعاية امريكية شكل اقلق النظام السعودي واثار حفيظته.

في عدن انقلب السحر على الساحر وفاحت رائحة المؤامرة على تقاسم النفوذ والأستحكام بمقدرات البلد اكثر هذه المرة، وبالرغم من بقاء الوضع الأمني والمعيشي على حالته المتردية وذلك على خلفية قرارات الدمية هادي التي اطاحت بأبرز القيادات في عدن الموالية للأمارات والتي بدورها حركت المياه الراكدت وكشفت المستور وسط اتهامات بوقوف الأخوان وراء ذلك بالتنسيق مع هادي للأستفراد بالسلطة وهذا ما انعكس في لحج حيث تشير المعلومات الى احراق مجموعة من المحتجين على قرارات هادي مقراً لحزب الأصلاح الأخواني في مدينة الحوطة.

وعلى وقع الأحتجاجات والأشتباكات المسلحة الشبه يومية في عدن كشف قرار الأطاحة بالزبيدي وبن بريك النقاب عن هشاشة التحالف القائم بين قوى العدوان وادواتها في اليمن، حيث ردد المحتجون على القرارات في مختلف المحافظات الجنوبية هتافات “هكذا اكذوبة الشريعة الزائفة”، اضافة الى تعالي الأصوات التهكمية على هادي والذي دعته لأقالة محافظ مأرب الأخواني ان كان يملك الجرأة او الأستقلالية في اتخاذ القرارات.

وتزامن ذلك مع هجوم شنه رئيس شرطة دبي السابق ضاحي خلفان مؤكداً ان هادي بقراراته هذه لم يعد مقبولاً لا في شمال اليمن ولا في جنوبه.

في حين ابدى المدعو ابراهيم آل مرعي المقرب من سلطات القرار السعودي تأييده لهذه القرارات مطالباً الألتزام بها وتنفيذها.

وامام هذه الوقائع والشواهد يبدو ان التحالف السعودي في عنق الزجاجة الأمر الذي يترك مساحة اكثر للتدخل الأمريكي للتعامل مع تطورات وافرازات الصراع القائم بين ادواتها الوظيفية في اليمن.

و مع دخول العدوان عامه الثالث بات الجميع اليوم امام حقيقة ان الشرعية المزعومة  بلا شرعية لا توافقية ولا دستورية لا شمالية ولا جنوبية ،ففي ظل الصراع المحتدم بين ادوات العدوان في المحافظات الجنوبية وتردي الأوضاع الأمنية والمعيشية والخدمية ترفرف اعلام القاعدة في عدن وحضرموت بعد ان جندها هادي وعلي محسن الأحمر ودعمتها دول العدوان بالمال والسلاح، ووسط هذا الصراع ضاع ابناء الجنوب وضاعت احلامهم وآمالهم وامنهم واستقرارهم.

المحافظات الشمالية ايضاً ليست افضل حال فالعدوان على مدى السنوات الماضية دمر كل مقومات الحياة فيها من مصانع ومزارع ومطارات وموانئ ومدارس وطرقات كما تعاني للشهر السابع على التوالي من ازمة انقطاع المرتبات ويرافق ذلك حصار شامل براً وبحراً وجواً.

وفيما يعاني ابناء اليمن شمالاً وجنوباً على حد سواء يكتنز هادي ومن معه 400 مليار في فرع البنك المركزي في عدن ويعيشون في قصور عادية يلهثون وراء المكاسب ويتصارعون طمعاً في المناصب غير مكترثين بالشعب ولو ذهب الى الجحيم.

 

وبموازاة ذلك تستكمل قوى العدوان طريقها نحو تحقيق اطماعها الأستراتيجية لتقاسم اليمن ونهب ثروته وسلب قراره واستقراره وسيادته واستقلاله.

حيث تطمع الأمارات ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية في عدن وسقطرى وسواحل اليمن للهيمنة اكثر على باب المندب، وتسعى السعودية لسرقة حضرموت وتطمع في الساحل الممتد من ميدي الى الحديدة.

وامام هذا المشهد المعقد وحتى لا تكون اليمن كمن نقضت غزلها من بعد قوة حري بمن شهد لهم التاريخ بقهر الغزاة في شمال اليمن وجنوبه ان يجمعوا شملهم ويوحدوا صفوفهم ضد الغزاة ومرتزقتهم قبل ان تتحول اليمن الى دولة فاشلة ممزقة فلا تقوم لها قائمة ولا يقر لها قرار.

 

المصدر / النجم الثاقب