تعز العز

 تعز … نخب صاعدة وأخرى متساقطةِِ

أفرزت الأحداث الدرامية الكثير من الحقائق والمعطيات الاجتماعية التي كشفت عن صورة من صور الزيف الاجتماعي وخاصة في محافظة تعز التي عرفنا فيها الكثير من الوجهاء والواجهات الاجتماعية المزيفة والمتمثلة بالمشائخ والاعيان ومن كنا نصفهم او يصفون أنفسهم بعالية القوم وسادة المجتمع ، هولاء الذين ظلوا يقتاتون ارزاقهم ويحتلون مكانتهم الوجاهية بأسم تعز وعلى حساب تعز وظلوا ردحا من الزمان يهيمنون على تعز وأبناء تعز ، فكانوا يأمرون ويطاعوا والويل لمن يعصيهم او يخالف اوامرهم او يعترض رغباتهم ،ومن كان يقول لا لأمثال هولاء تشن عليه الحروب والحملات وتنكد حياته بل تتحول حياته إلى جحيم على يد هولاء الوجهاء والشيوخ والأعيان والاقطاعيات القبلية والرأسمالية ، وعلى مدى نصف قرن ويزيد ظلت تعز مجرد إقطاعية خاصة يعبث بها هولاء وبأسمها يعيشون ويحصلون على المغانم ، والحقيقة التي اتضحت ان كل هولاء الذين كنا نهابهم ونخشى بطشهم وتركنا لهم تعز يحتكرون كل شي فيها ويقررون مصيرها ومصير ابنائها رغم الوعي الثقافي والفكري والقيم التي يتحلى بها ابناء تعز وطبيعة تفكيرهم وسلوكهم المدني ، اقول رغم كل العبث الاجتماعي الذي مارسته ترويكا الإقطاع المالي والوجاهي على تعز ، غير ان الاحداث اثبتت إننا كنا نهاب ونخشى نمور من ورق ونقدس اصنام لا تهش ولا تنش ولا فائدة مرجوة منها .!
إذ ومنذ تفجرت الاحداث في تعز رأينا من فجرها ومن فرض خياراته فيها ومن قرر ان تكون تعز المدينة والريف مسرحا لتصفية حسابات سياسية ومتنفس لاحتقانات اجتماعية زحفت من كل الاتجاهات والنطاقات الجغرافية الوطنية لتلقي بظلالها على تعز وتعبر عن ذاتها في تعز ، تعز التي سقطت كل نخبها ورمزيتها ووجاهتها ، تعز التي ضرب فيها المثل في التحضر والمدنية والوعي والسلوك القويم ، هذه تعز سيطر عليها فكر غريب وثقافة عجيبة ، ومن تعز تبخرت الإقطاعيات الوجاهية والرأسمالية ، وتلاشت عنتريات رموز كانت ترى نفسها حامية تعز والمعبرة بأسمها والمالكة لقرارها ، ترويكا سقطت وتساقطت كأوراق الخريف المجدبة مع اول طلقة اطلقها حمود سعيد وجماعته ، وليس المشكلة هناء بل في بروز حمود سعيد كواجهة فعلية امتلك زمام الامور وامتلك حاضر ومستقبل تعز وابنائها وتاريخها ، ليتضح أن كل من كنا نعتبرهم رموزا وجاهية مجرد نمور من ورق وابطال كرتونية ، وانهم اضعف واوهن من بيت العنكبوت ..؟!
اليوم في تعز ستة وجهاء هم رموز تعز وهم واجهتها وهم كبارها وهم من يملكون قرارها ، ووحدهم هولاء الستة من يملكون بالمطلق مصير تعز حاضرها ومستقبلها ، بعد ان حصحصت الأحداث وغربلت الواقع التعزي وعلى مختلف الجوانب لتتشكل الرمزية التعزية في الشخصيات التالية : صادق سرحان ..وهو القائل تعز لمن يحكمها ..عادل فارع أبو العباس ..غزوان المخلافي ..عارف جامل ..عدنان زريق _ القادم من شبوة ولكنه يسيطر على نصف مدينة تعز بقواته ..وعبده حمود الصغير ..هولاء هم رموز ووجهاء واعيان تعز ، وهولاء يملكون قرار الحرب والسلم في تعز ، وهولاء من فرضوا وجودهم في تعز وعلى سكان تعز المدينة والريف ، وهولاء هم من يتعامل معهم الداخل والخارج ، وبغض النظر عن الخطاب الإعلامي وتباينته وتقيمه لهولاء فان هولاء الستة الوجهاء الذين يملكون تعز ويملكون مصيرها حاضرا ومستقبلا ، وإلى هولاء الستة تهفوا عقول وقلوب البقية الذين يستجدون هولاء ويؤامنوا انفسهم عند هولاء عبر خطوط تواصل معقدة ، واجزم ان كل الذين كنا نحسبهم رموزا ووجها والذين هربوا من تعز او فضلوا البقاء منتظرين عملية الحسم ولم تحدث فاضطرا بعضهم لفتح قنوات تواصل مع هولاء الستة لتأمين سلامتهم ومصالحهم ، وبالتالي فأن خيوط المودة زادت روابطها مع ازدياد نفوذ ووحشية فصائل الموت ،لدرجة ان اتاوات الرأسمالية التعزية تصل بكل إنسيابية وسلاسة إلى خزائن الستة البررة في تعز الذين أتخذوا قرارهم بالنصر او الموت وبما النصر لن ينالوه مطلقا عاجلا او اجلا ، فأنهم سيسعون لتحقيقه حتى اخر مواطن تعزي وحتى اخر بيت معمورة في تعز ..؟!!
كيف تمكن هولا من الوصول إلى هذه المكانة ؟ سؤال يفترض ان يجيب عليه ( حنشان تعز ) الذين فجأة تحولوا إلى ( سحايا ) او الذين كانوا ( نمور واسود ) ثم انقشعت السحابة فوجدناهم وقد اصبحوا ( شياة ممطورة ) ..؟!!
طبعا أشعر بالغثيان حين اشاهد من كنا نصفهم بغير صفاتهم وهم يستعرضون ازياهم في فنادق ومقاهي العاصمة وفي محافظة إب وذمار وأكبر شاجع فيهم يقضي ليلة في الحوبان وشهر بالعاصمة ، هولاء الذين يتمخطرون بمرافقيهم وبسياراتهم الفارهة والمدرعة غالبا ، لا اعرف ان كانوا يستحقون الشفقة او يستحقون غيرها ، لأن ثمة مثل يقول الطعن بالميت حرام وهولاء اموات يحاولون التشبث بالحياة من خلال استعراض عظلاتهم على بسطاء الناس لانهم اعجز ان يعترضوا اليوم مواطن عارف حقيقتهم ،لكن بقى هناك قليل من الرعية وعلى اولئك الرعية يشخطون وينخطون وينتظرون النهاية لكي يعودوا كما كانوا وهذا هو المستحيل بذاته ..!!
لأن تعز القادمة لن تكون تعز التي كانت بل ستكون تعز اخرى وسيكون عليها ان تلفظ هولاء النمور الورقية اولا وثانيا التخلص من هولاء الذين فرضوا انفسهم كبدلاء عن هولاء وبدعم من اعداء تعز في الداخل والخارج ..؟!!
بمعزل عن كل الكلام السالف الذكر دعونا نكون اكثر شفافية ووضوح ونقول ، ماذا لوا كان الاستاذ عبد العزيز عبد الغني عائش ، هل كان سيحصل لتعز ما يحصلها اليوم ؟ نعم ذلك الرجل الذي كان بعض ( سفهاء تعز ) يلطقون عليه لقب ( عبده مرحبا ) !! واعود واكرر هل كان عبده مرحبا سيسمح بأن يحصل ما حصل لتعز ..؟ قطعا لا ولهذا تم تصفية الرجل والتخلص منه ، لان بقائه حيا كان سيحول دون ان يكون عبد ربه رئيسا ، نعم لن يتقلد عبد ربه منصب الرئيس الانتقالي بوجود رجل ذو وزن ويحظى باحترام العالم اجمع مثل الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رحمة الله عليه ..الأمر الأخر دعونا نتساءل عن دور ومكانة وموقف الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان وهو شخصية وطنية ورئيس مجلس الشورى للجمهورية اليمنية ..!!
ونتساءل اكثر ونقول ما مصلحة الدكتور رشاد العليمي في تدمير وخراب تعز ؟!!
وما مصلحة سلطان العتواني وعبد الله نعمان اللذين وصلت الحرب إلى قراهم وايظا ما مصلحة المخلافي الناصري والمخلافي الإخواني ،، ما مصلحة بيت هائل ؟ وما مصلحة شاهر عبد الحق ؟ وما مصلحة اخوان ثابت ؟ وما مصلحة عبد الجليل ردمان ؟ ما مصلحة الرأسمالية التعزية ؟ وما هي مصلحة وجهاء واعيان تعز ممن غادروا تعز واليمن منهم من ظهر مع الطرف الاخر ومنهم من توارى عن الانظار ، ما مصلحة كل هولاء بما يجري في تعز ..وهل ما جرى ويجري في تعز يتصل بالشرعية والإنقلابيين وكيف ؟!!
من له مصلحة فيما جرى ويجري في تعز ؟!! قد يأتي ( لقيف ) ويتحدث عن ( عفاش والحوثة ) وأقول سلفا وبكثير من الجزم لم يكن عفاش يريد هذا لتعز ولم يكن الحوثي يرغب بهذا ايظا في تعز ، نعم كانوا يريدون حيادية تعز وانا على يقين من هذا ، بل كان هناك من لا يرغب بدور تعز الحيادي ،كانت هناك اطراف شيطانية ترغب في جعل تعز مستنقع لصراع دامي ومتوحش ، وهذه الأطراف معروفة وسعت للثأر من تعز وأبنائها القدماء وعن طريق ابناء تعز الجدد او الاغبياء ، لكن كان يمكن ان يتم ردع الاغبياء لو تغلبت تعز واليمن ومصالحهما على المصالح الحزبية الضيقة ، اثق ان حزب الإصلاح لم يكن يتوقع ان يحدث للبلاد كل ما حدث ، واثق ان كل اطراف الصراع لم يكونوا يدركون كل هذا الذي حدث لتعز ولكل اليمن ، بل كان الكل يتوهم ان الصراع وحتى الحرب والعدوان لم يستمر لأكثر من اسابيع او شهر وشهرين بالكثير ، هكذا كانت حسابات الاطراف الداخلية ، لكن هولاء لم يحسبوا حساب الرغبات الإقليمية والدولية ولم يقرؤا خارطة التداعيات الإقليمية بدقة ،كذلك لم يكونوا مدركين للرغبات المحورية الدولية ومشكلة هولاء انهم لا يقرؤا ولا يتابعوا التوجهات المحورية اكثر من انشغالهم بمتابعات اسواق البورصات واسعار العملات في الداخلوالخارج لانهم مجموعة مستثمرين وليسوا رجال سياسة ولا استثنى في هذا طرف من الاطراف ..؟!!
ادرك ان الكل من اطراف الصراع اليمني في ورطة سوى اصحاب صنعاء او اصحاب الرياض ، واعرف ان الطرف الذي يشعر بالزهو هو الطرف السعودي وان من يشعر بالقلق هي واشنطن لان تداعيات الحرب اليمنية قد تكلفها الكثير ، ولهذا تمارس واشنطن ابتزازها لدول الخليج ولأنظمة المنطقة الحليفة لها وشريكتها في سيناريو الربيع العربي الفاشل ،بدافع انتقامي ورغبة من واشنطن في هيكلة هذه الانظمة ولكن على طريقتها وبمعزل عن تدخلات محاور اخرى منافسة لواشنطن بشئون المنطقة ومستقبلها وعلى مختلف الجوانب ..
إذا من يملك الإجابة على كل التساؤلات ومن يملك الرؤية المنطقية لكل ما حدث ويحدث ؟ وإذا افترضنا جدلا ان الرأسمالية لا وطن لها ووطنها مصالحها ، ومثلها جماعة الإخوان ممثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي لا يؤمن بوطن كما تقول ادبياتهم بل يؤمنوا بدين الله ويدافعون عنه ؟ ما هو موقف البقية مثل الناصرين والاشتراكين ؟ هل ثمة سيناريوهات سرية دفعتهم لخوض هذا الصراع وبهذه الطريقة ؟ وما هي العوائد التي ستعود لهم جراء هذه المشاركة ؟!!
يتبع

✍ طه العامري 

#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85