تعز العز

“سري للغاية وجهري للنهاية” .. الماضون على نفي أنصار الله!

بداية وواقعا لا يوجد في قاموس حركة انصار الله مسألة التطهير المذهبي أو الحزبي أو المناطقي والإبقاء فقط على الأتباع المخلصين وخاصة المنتمين للأسرة الهاشمية وتمكينهم من مفاصل الدولة والحكم كما يدعي المغرضون الدجالون .
الآخرون وبرغم مرور هذه الفترة من الحرب ومشاهدة أنوف التحالف تمرغ وتداس في التراب إلا أنهم ما زالوا يتصورون أنهم قادرون على حذف انصار الله من الوجود أو إعادتهم وحصرهم في مران أو نفيهم نحو إيران !
للعلم أن أعضاء انصار الله يتواجدون منذ بداية النشأة والحروب الستة في أكثر من محافظة وليسو محصورين فقط بمران ،المئات من الشباب المنتسبين للمسيرة هم من ذمار وحجة وعمران وصنعاء وإب واليوم ينتسب الآلاف من مختلف أرجاء البلد..بل وحتى من خارج اليمن وهذا موضوع آخر !.
كان يفترض بالعقلاء أن يدركوا قانون عوامل البقاء جيدا فأنصار الله منذ البداية وهم يدركون ويعتقدون بذلك لاحظوا أنه وإلى اليوم ما زال الكثير ممن يناصبنا العداء يتواجد بيننا بل ويمارس وظيفته وعمله بكل حرية عدا من يتآمر ويتعاون مع الغزاة بأي شكل من الأشكال المضرة بمصلحة البلد .
الكثير لا يدرك أن نظرة انصار الله للآخر هي تطبيق نظرية
( احتواء الإطار ) والقبول بمشاركة الآخر في تسيير الحياة مع وجود الرقابة الحقيقية وتفعيل آليات المحاسبة ولولا قيام العدوان وآثاره لتم إنجاز الكثير من النجاحات والتفرغ للبناء .
الأحزاب التي فظلت الشراكة مع حكام الخليج في العدوان بل وهيئوا لهم الدخول لم تكن نيتهم وسلوكهم على الأرض منذ البداية تدل على الرغبة في الشراكة والقبول بتجربة انصار الله رغم أن مطلبنا كان هو الاستمرار بجانبهم وليس إزاحتهم من الوجود .المشكلة أن مطلبنا كان لا يحمل شراكة صورية كما هو حال شباب الساحات سابقا والذين خذلونا وأعادوا علي محسن وباسندوة وغيرهم إلى الواجهة بل وبصورة أبطال فاتحين !
نظرة الأحزاب والجماعات المؤدلجة والمتشددة لأنصار الله كانت قائمة على عدم القبول بهم نهائيا لسبب بسيط وهو شعور تلك المومياءات المحنطة على كراسي الحكم بجدية انصار الله في إحداث تغيير يصل حد المحاسبة للفاسدين المعتقين وتغيير قواعد اللعبة السياسية اقصد التحرر من الوصاية الأسرية لمملكة الفتن والإرهاب .
حين أحست الأسرة السعودية اللعينة بجدية انصار الله في التغيير أوحت إلى عبيدها المخلصين لها منذ عشرات السنوات بتكريس النظرة المذهبية في أذهان الشعب وعدم القبول بهم وعرقلة الدولة وممارسة الاغتيال لكبار كوادر أنصار الله وصولا للإعتكاف ثم استقالة الحكومة وقبل ذلك تعطيل الحوار والامتناع عن الكلام والمراوغة في الموفنبيك حتى وصلت العاصفة ! وكان ما يزال افراد الحوار التابعين لانصار الله مستمرون في حوارهم لو تتذكرون.
قضية النفي وشطب الآخر تنقلب سلبا ضد من يحملها وينهجها ..لاحظوا أين هو مصير من كان يتبجح بأنه سيركز الراية في مران !
لم يستطع العودة لقصره أو ركز راية الوطن في دار إقامته ولاحظوا أين هم من كانوا يرددون في غرور بأنهم سيعيدون الحوثيين للكهوف كيف هو عاقبة غرورهم وكبرهم واحتقارهم وعدم إيمانهم بقبول الآخر .
للعلم أن غالبيتهم مشهورون جدا بترديد مصطلحات الإنسان والشراكة والحرية والحقوق والإنفتاح لكنهم فاشلون على الواقع وضعفاء جدا حين يتبدى لهم عقال وقميص الملك إذ يتناسون كل تلك المصطلحات الفضفاضة فينقادون مثل النياق خلف الملك وولي عهده أو الأمير وآله !

✍ نجيب القرن

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85