تعز العز

 انصارلله مدرسة سياسيه جديدة

يعتبر نيكولا ميكافيلي هو الأب الروحي و المؤسس لعلم السياسه او ما تسمى المدرسه الميكافيليه و تعتبر مبادئ ميكافيلي هي الأسس الأولى في علم السياسه .
و من المعروف أنه لا يستغني حاكم او سياسي او باحث عن الإلمام بهذه الأسس التي تضمنها كتاب الأمير لميكافيلي .
و يعتبر البعض أن انصارلله ليسوا سياسين و لا يمتلكون خبره او قدرات سياسيه تؤهلهم لخوض المعترك السياسي و مواكبة العالم في مساره السياسي و الشئ الذي لا يدركه هولاء أن انصارلله ليسوا ميكافليين و ليسوا خريجي مدرسة ميكافيلي و إنما هم خريجوا مدرسة القرآن الكريم.
و نستعرض أهم المبادئ التي وضعها ميكافيلي ليجعلها سياسيوا العالم ثوابتهم و منطلقاتهم التي يتحركوا وفقها و على أساسها .
اهم مبادئ ميكافيلي
– الغاية تبرر الوسيلة : نرى تطبيق هذا المبدئ بشكل أساسي من قبل حكومات و انظمه العالمو تعتبر هذه الأنظمة أن استخدام إي وسيله لتحقيق غاياتها و أهدافها شئ مباح و حتى وإن كانت ذات ضرر بالانسانيه و تتنافى مع القيم و الأخلاق بل لا تحكمها قيم او مبادئ و تقوم على اساس المصلحة و المصلحة فقط .
– أنها متعه عندما تخدع : الخداع و المكر هو اساس من أساسيات الحكم لدى ميكافيلي و بذلك يظهر المكر و الخداع و عدم الإلتزام بالعهود و المواثيق و تراهم يتخلوا عنها متى ما سنحت الفرصه لهم .
– أن الدين ضروري للحكومه لا لخدمه الفضيله و لكن لتمكين الحكومه من السيطره على الناس : يعتبر ميكافيلي أن الدين ليس ضروري لاستقامه البشريه و تسيير حياتها و لكنه وسيله لتمكين الحكومه و الحاكم من سلطته و يستخدم الدين كرداء تختبئ تحته بشاعة الحكام و سوئهم و تسييس الدين بما يخدم الحاكم .
-الله ليس مستعداً لفعل شيء و لكنه يسلبنا حريتنا و يشاركنا المجد الذي نحققه : هنا يظهر المبدئ الألحادي الذي وضعه ميكافيلي و الذي يدعو إلي تغييب الدور الالاهي و المنهج الرباني لتسيير حياة البشريه و يهدف إلي إظهار عجز الله سبحانه وتعالى عن تقديم إي شيء ينفع البشريه و تمجيد الفعل البشري بعيدً عن الحاكمية الالاهيه ..
و هذا المبدأ لا يتنافى مع سابقه الذي يقول بضرورة الدين لتثبيت حكم الحاكم و سيطرته على الشعب .
فالدين في نظر مكيافيلي هو دين للدولة التي يجب أن تستغله لأغراض سياسية بحتة واعتبارية،
– حبي لنفسي قبل حبي لبلادي : هنا يقدم ميكافيلي الفرد على الجماعة بحيث تصبح الجماعة في خدمة الفرد و تقديم مصلحة الفرد على مصلحة العامه و هذا شيء يتنافى مع الفطره و العدل و المساواة .
– إدراك أن القوة و العنف قد يكونان جوهريان للحفاظ على الاستقرار و السلطه . وإن يكون الحاكم الأسد و الثعلب و القنطور
الأسد يمثل القوة
الثعلب يمثل المكر و الخديعة
القنطور يمثل القدره على استخدام قوة الحيوانات و عقل البشر ( القنطور هو حيوان خرافي يمتلك جسم حيوان و رأس إنسان )
– أن الطبيعه البشريه شريرة : يقدم ميكافيلي الإنسان هنا أنه ولد و فطر على الشر و أن استخدام الأساليب الشريرة و الشر هو شيء طبيعي لدى الإنسان بمثابة أنه مصدر للشر و منبعه .
بينما أن الشر هو سلوك مكتسب لدى الإنسان الذي فطر على الخير و الحب و التسامح و التعايش …
و بذلك تظهر الغريزة البشريه في سمات الساسه و الحكام في العالم و يغلب عليهم طابع الشر و التنصل من كل الروابط و العلاقات و تسيطر على توجهاتهم السياسيه المصالح و تغلب على بقية الجوانب ..
و من يدعون أن انصارلله ليسوا سياسين هم مصيبين في ادعائهم انصارلله ليسوا سياسين وفق مبادئ ميكافيلي و لاكنهم سياسيون وفق منهج القرآن الكريم .
و نعمل مقارنه بسيطه بين المبادئ التي وضعها ميكافيلي و بين سياسة انصارلله من منطلق التعاليم القرآنية
-الغاية تبرر الوسيلة – الغاية تحدد الوسيلة :
انصارلله هم أصحاب فكر وثقافة راقيه و غاياتهم نبيله بنُبل ثقافتهم و ليس من ثقافتهم استخدام وسائل قبيحة لتحقيق غايات نبيله بل أن الغايات النبيله لا تتحقق إلا بوسائل نبيله و راقيه ..
فمثلاً أن يقدم خيار الاستسلام كوسيلة لتحقيق السلام و تحت مبدأ الغاية تبرر الوسيلة بينما في الحقيقه أن الاستسلام لن يحقق لنا السلام أبدأ بل سيزيد من وضعنا سوء إلي سوء .
و إذا كانت الغاية تحقيق السلام فإن أفضل وسيله لتحقيقها هي المواجهة و الصمود و الاستعداد على بذل الغالي و النفيس ليتحقق السلام الحقيقى الذي يضمن كرامة و عزة الشعب و استقلال و سيادة البلد .
– ليس أنها متعه عندما تخدع المخادع , ولكن أن تفي و تلتزم و تسير و تتعامل بوضوح و صدق و شفافية و حتى وإن رأيت خصمك و عدوك مخادع و مرواغ و كذاب و غير ملتزم بالعهود و المواثيق و ستنتصر أنت في الأخير لأنك تسير وفق منهج رباني .
وإذا كان عدوك خبيث و يستخدم أساليب قذره ليس بالضروري أن تتعامل معه بالمثل لأن لكلً ثقافته و أخلاقه و قيمه .
– أن الدين ضروري للبشريه لانقاذها من الضلال و الغي و الظلم و الهيمنة و يحفظ للناس حقوقهم و يقوي الروابط و العلاقات فيما بينهم و ينظمها والدين الحقيقي وفق منهج القرآن الكريم هو الذي يجب أن يحكم و أن يسير وفقه الحاكم و المحكوم و تكون سياسته وفق المبادئ القرآنية العظيمه لا أن يسيس الدين وفق هواء و رغبات الحاكم للسيطره على العامه .
– أن الله سبحانه وتعالى قد سخر لنا كل شيء حتى أعدائنا أنفسهم لخدمتنا و أنه هو المتحكم في مجريات الأمور و هنا تتلاشى و تذوب الذات البشريه و القدرات الذاتيه و عن عجزنا عن القيام بشيء مالم يكن هناك تأييد و عون الاهي رباني و تدخلات الاهيه مباشره في تذليل الصعاب ..
و من هذا المنطلق يتحرك انصارلله في تحركاتهم و سياستهم في جميع الجوانب مهما كانت التحديات و الصعوبات و مهما كانت المخططات فلا يرونها بشيء أمام قدرة الله و عونه و يحاول البعض أن يثنيهم بأسلوب الناصح و الحريص عن موقفهم في مواجهة المخططات و لكن في الأخير تتضح سلامة مواقفهم و حكمتها . وإن ما يتم تحقيقه من إنجازات هو بقدرة الله وليس بقدرة البشر
– إدراك أن القوة و العنف لا يكونان أساسيان في الاستقرار و السلطه و إنما ثانويان أما الإحساس هو اللين و الرحمه و التواضع و الاخاء و لا تستخدم القوة إلا عندما تفرض الضروف ذلك كأسلوب ردع و دفاع عن النفس .
ويمثل استخدام العنف و القوة كأسس للحكم تجبر و تكبر و تسلط على رقاب الناس .
و الإفراط في استخدامها يعتبر تغليب لمنطق القوة و حكم الغاب على اساس البقاء الأقوى و هذا ما يتنافى مع قيم و أخلاق انصارلله بنصرة المستضعفين و رفع الظلم عن المظلومين .
و استخدام منطق القوة دليل على ضعف قوة المنطق و انصارلله يملكون من الثقافه ما هو كفيل بدحض كل الأقاويل و كشف الأكاذيب .
وعندما يضطرون لاستخدام القوة كاجراء أخير وثانوي فإن ضرباتهم تكون محدده و مؤلمه .
وهذا ما ظهر من خلال دعوة انصارلله الدائمة للحوار و التعايش و إلي الشراكة الفعليه بين جميع المكونات و أن يتحمل الجميع المسؤليه بل فاجئوا العالم بعد الحسم الثوري في 21 سبتمبر 2014 بتوقيع اتفاقية السلم و الشراكة بين جميع المكونات فقد كانت حالة فريده في العالم فماهو متعارف عليه أن من يسيطر على الأرض يصنع القرار و من ثقتهم بتحركهم و سلامة موقفهم اتجهوا إلي الشراكة و كانت الأحداث كفيله بفضح و تعرية خصومهم و وطنيتهم الزائفة .
– تقديم المصلحة العامه على المصلحة الشخصيه عند انصارلله. على النقيض تماماً مما هو عند اتباع ميكافيلي .
فالمصلحه الشخصيه تتلاشى نهائياً عند انصارلله و يذوب حب الذات تماماً و يعود ذلك إلي ثقافتهم و فكرهم القائم على العطاء والبذل و التضحية بالغالي و النفيس يصل إلي تقديم النفس و الروح من أجل أن يحيى الذين بعدهم في وضع أحسن وأفضل فلا تجد للأهداف و المصالح الشخصيه مكان في نفوسهم .
– ايمانهم بأن الإنسان خلق على حب الخير له ولغيره و أن الشر شيء مكتسب بسبب خلل في نفس الإنسان و يعود إلي اكتساب الشر و يكون الإنسان مصدره هو خروج الإنسان عن المسار السليم المحدد له .
و لذلك ترى انصارلله يعملون على نشر الفضليه و الخير بين الناس و لا يقبلون من كأن من كان أن يكون مصدر للشر حتى وإن كان محسوب عليهم او منتمي لهم .
من خلال ماسبق حاولت أن أقدم رؤيه واضحه و مبسطه عن اختلاف سياسة انصارلله عن من سواهم .. و ذلك لاختلاف الفكر والمشروع و التوجه و الاهداف و المبادئ و الثوابت و المنطلقات .
انصارلله لم يأتوا بجديد و لأكنهم قاموا باحياء القديم ليصبح جديد و يواكب الأحداث و المتغيرات ..
مدرسة انصارلله القديمه الجديدة هي مدرسة ربانية مدرسة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله و مدرسة الإمام علي عليه السلام و أئمة وأعلام الهدى من ال البيت عليهم السلام .
مخرجات هذه المدرسه صالحه لكل زمان و مكان لشموليتها و سعة افاقها و مجالاتها الواسعة بسعة منهجية القرآن الكريم.

✍محمد الصالحي

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85