تعز العز

صحيفة الاندبندنت : التحالفات السعودية كـ “دراما هوليوودية”

 

نشرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية مقالاً للكاتب الشهير روبرت فيسك بعنوان: “لماذا غابت أكبر دولة إسلامية – اندونسيا – عن التحالف السعودي ضد الإرهاب؟ وهي ذات الغالبية المسلمة 200 مليون مسلم؟”.

وقال روبرت فيسك، إن السعودية “المملكة السنية” تحب التحالفات، فقد كان في صفها الأمريكيون والبريطانيون، بالإضافة إلى الفرنسيين، وبقية مستوردي النفط، أثناء إخراج جيوش صدام حسين من الكويت عام 1991. وفي بداية هذا العام، ضربت السعودية – ووزير دفاعها الأصغر في العالم، ونائب رئيس الدولة الطموح محمد بن سلمان آل سعود – عدوها الحوثي في اليمن من خلال تحالف آخر، لم يضم فقط المقاتلات السعودية، بل إلى جانبها كانت طائرات حربية من كل من قطر والإمارات والكويت والبحرين ومصر والأردن بجانب المغرب والسودان.

لكن الآن، أعلنت السعودية – في صورة تبدو كدراما هوليوودية – عن تحالف عسكري أسطوري جديد متعدد الجنسيات ضد “وباء الإرهاب” الإسلامي، ويظهر في هذا التحالف دول إسلامية أو قد تكون إسلامية مجتمعة أكثر من أي وقت مضى منذ زمن النبي. ومرة أخرى، يقود الأمير محمد،31 عاماً، بلاده، كما حدث في المغامرة اليمنية (التي شهدت كوارث إنسانية وشهادات موثوقة بعمليات قتل لمدنيين بفعل القصف الجوي السعودي).

وتابع روبرت فيسك قوله: وبكل جدية أعلن الأمير أن معركة هذا التحالف – والذي يشمل دولاً وهمية كفلسطين، أو فاسدة كأفغانستان أو بلا أي قوة كلبنان، مع دول مفلسة كتشاد وجمهورية جزر القمر الإسلامية – قد يتطلب جهوداً قوية جداً للقتال. وتابع البعض الغياب المثير للفضول لإندونسيا عن التحالف القوي الذي يضم 24 دولة إسلامية، وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان.

وأضاف، هذا أمر غريب، فمنذ تفجيرات بالي عام 2002، والتي أسفرت عن مقتل 202 أغلبهم من المدنيين الأجانب، أصبحت إندونيسيا في حرب خاصة ضد الإرهاب؛ بسبب تنظيم القاعدة. بالتأكيد مع تعداد السكان الذي يصل إلى 200 مليون مسلم سني، هل يكون لإندونيسيا اهتمام بالانضمام إلى رفاقها من المسلمين السنة في هذا “التحالف” غير المسبوق؟ أو هل يمكن مع إعدام أكثر من 30 خادمة إندونيسية في محاكمات غير عادلة أن تريد الدولة إنهاء هذا الظلم قبل أن تلتزم بإشراك قواتها مع المملكة؟

وعلق بالقول: تعد باكستان إضافة جيدة؛ لأن آخر مرة طلب منها القتال لصالح السعودية، في الحرب الأهلية اليمنية الكارثية الأخيرة، رفض البرلمان في إسلام أباد الطلب السعودي بعد إصرار المملكة على مشاركة باكستان فقط بجنود سنة.

ثم “تحالف” واسع معظم من فيه مثقلون بديون دولية كبيرة ويواجهون انهياراً اقتصادياً مستمراً. إذاً، الحقيقة خلف هذه القوة العسكرية غير العادية ليست بعدد الدول المخطط مشاركتها، بل عدد الملايين – إن لم تكن المليارات – التي تخطط السعودية لدفعها مقابل مساعدتهم العسكرية الأخوية.

بجانب السؤال الواضح: أي نوع من الإرهاب ينوي الأمير الشاب محمد تدميره؟ النوع الداعشي – الذي تأسس على نفس المذهب السني الوهابي الذي يحكم الدولة السعودية؟ أم نوع مثل جبهة النصرة، التي تحتضنها قطر التي تعتبر حالياً جزءاً من التحالف الغريب؟ أم الحوثيين في اليمن، الذين ينظر إليهم كإرهابيين موالين لإيران من قبل الرئيس اليمني السني المدعوم من السعودية؟ وما هو شكل العلاقة التي يتصورها السعوديون مع الإيرانيين الذين يحاربون في العراق وسوريا ضد نفس إرهاب داعش الذي يعرفه أميرنا السعودي المفضل كجزء من “الوباء”؟ لا حاجة للقول بأنه لا شيعة العراق ولا شيعة سوريا سيكون لهم دور في الجيش الإسلامي الدولي الجديد.

واختتم روبرت فيسك مقاله في “الاندبندنت” قوله: إذا نحن على علم بوجود “تحالف”، لكن من سيحارب فيه؟ وما الثمن الذي سيدفع له؟ ولماذا هي قوة سنية إسلامية وليس تحالفاً إسلامياً فقط؟

منقول عن  صحيفة “المنتصف”