تعز العز

محللون: مفاوضات سويسرا تعري وفد الرياض والقرار(2216)

 

ثمن الشارع اليمني أداء وفد القوى الوطنية، في مفوضات سويسرا، التي اختتمت جلساتها أمس الأحد 21 ديسمبر | ، دون التوصل لاتفاق لأهم قضيتين تمسان حياة المواطن اليمني، وهما وقف العدوان الجوي، والبحري، والبري، وفك الحصار الذي يهدد حياة الملايين.

ووفقا لأحاديث الكثير من المتابعين لجولة المفاوضات في مدينة بيل السويسرية، التي استمرت لستة أيام، فإن وفد القوى الوطنية المتمثل في مكون أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، وحلفاؤه أظهر مرونة كبيرة في التفاوض، على الرغم من كونه صاحب أحقية، وقدم الكثير من التنازلات، في مقابل تعنت الوفد القادم من الرياض.

وثبت خلال الستة الأيام من المناقشات أن المفاوضات هي من أجل المناورة، وتحسين صورة السعودية لتجاوز جلسة مجلس الأمن المقررة في 22 من الشهر الحالي.

وكدلالة على ذلك، هو ما حدث في الجلسة الصباحية من اليوم الرابع للمفاوضات، والتي ركّزت على خروقات العدوان، حيث تقدم خلالها الفريق الوطني اليمني بمقترح للإفراج عن سبعين في المائة من الأسرى والمعتقلين من الطرفين كخطوة لبناء الثقة، غير أن وفد الرياض رفض ذلك وأصرّ فقط على خمسة أسماء.

مؤتمر سويسرا الذي صدقت توقعاته قبل انعقاده، وهي في كون طرف الرياض لا يمتلك قرار وقف الحرب وفك الحصار، وأنه فقط مكلف من العدوان السعودي بتنفيذ مهمة الكشف عن مصير كبار قياداتهم المعتقلة، إلا أنه ساعد في تعرية الوفد الذي يدعي الشرعية أكثر وأمام العالم، كونه لا يعير اهتماما لأي قضية مصيرية للشعب اليمني، كوقف آلة العدوان التي دمرت كل شيء، إلى جانب رفضه فك الحصار المطبق عن اليمنيين أو حتى مناقشتها.

و في ذلك يقول المحلل السياسي احمد المؤيد” هم عندما يتحدثون عن الحصار، يتحدثون عن حصار مدينة تعز.. وهذا أمر غير معقول، فالوفود يجب أن تتفاوض عن اليمن بشكل كامل، هناك من يطرح قضية فك الحصار عن اليمن كاملا ومعاناة الشعب اليمني بأجمعه، وهناك من يتكلم عن محافظة تعز، وهو أمر لا يمكن أن يطرح في مفاوضات بهذا المستوى”.

وكان ذكر المؤيد ” هناك بعض النقاط التي سجلت تثبت أن الفريق الآخر، وفد الرياض، لا يمتلك القرار.. وهذه مشكلة كبيرة ربما تؤدي الى انهيار المفاوضات بشكل كامل”.

وأوضح أن أفراد الوفد اليمني القادم من صنعاء، أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، يمتلكون القرار، وأي أمر يوقعون عليه في المؤتمر سيتم تنفيذه فعلا، بينما الطرف الآخر سيضطر الى الرجوع الى الرياض لأخذ موافقتها، وهذا أمر سلبي”.

من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي حميد رزق” لم يكن وفد القوى الوطنية ليحتل مقعد الفريق المتفوق في محادثات بييل بسويسرا لو لم يكن متسلحا بقضايا وطنية وإنسانية حقيقية ويتمتع بمنطق وواقعية، حتى وهو يقدم بعض التنازلات التي تهدف إلى إسقاط ذرائع ما يسمى بالمجتمع الدولي، ولا تمس بالثوابت الأساسية لليمن بأرضه وإنسانه؛ بينما وفد الرياض ينطبق عليه تماما مقولة فاقد الشيء لا يعطيه”.

وبحسب مراقبين، فإن وفد القوى الوطنية أثبت أمام العالم أنه صاحب مشروع وطني وقضية، ولم يزعزع الاحتشاد الكثير من السفراء والسياسيين العرب والأجانب الى مدينة بيل السويسرية وتدخلات السفير الأمريكي، للتأثير في المحادثات من موقفه.

الشيء المهم الذي خرجت به مفاوضات سويسرا أو جنيف 2 هو في ضعف الحجة بالمقارعة في القرار 2216 التي ظهر بها وفد الرياض، وحتى الأمم المتحدة، وأنه أساس للتفاوض والحل السياسي، كما كان يروج عليه، وما أثبت ذلك هو خروج المبعوث ألأممي للقول” إنه اتفق على وضع إطار تفاوضي لاتفاق شامل يستند إلى قرار مجلس الأمن 2216 ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني، ينهي النزاع ويسمح باستئناف الحوار السياسي الشامل”. وهذا بحد ذاته يدحض حجج العدوان في شنه.

وفي ذلك أيضا يقول رزق ” قرار مجلس الأمن الذي ظن فريق الرياض أنه تعويذة الخلاص لم يكن كذلك، ففريق القوى الوطنية لسان حاله يقول هذا القرار 2216 تعالوا لتنفيذه نحن وأنتم .. هيا لنضع خطة لذلك .. الخطة بالعقل والمنطق تبدأ بوقف العدوان أو سمه وقف إطلاق النار، ليتسنى بعد ذلك للجميع التحرك على الأرض لتنفيذ القرار، بعيدا عن مخاطر القصف والمواجهات المفتوحة، وإلا نكون كمن يضع العربة أمام الحصان ويريد التحرك الى الأمام وهذا مستحيل.. وهنا هو المأزق السعودي، الذي يرى في وقف العدوان دون تحقيق أهداف المملكة خسارة واعتراف ضمني بالفشل.. اذن لماذا جئتم يا فريق الرياض؟”.

وحول ما إذا كان القبول بالمفاوضات على أساس قرار مجلس الأمن 2216 يعد انتصارا سعوديا والعكس بالنسبة للقوى الوطنية، يقول رزق” قرار مجلس الأمن لا يمتلك حق تفسيره طرفا بعينه، فحينما يتحدث عن بناء دولة تتولى السيطرة على البلاد بالتأكيد لا يقصد دولة لطرف يستقوي بها على أطراف أخرى، ولا مجال لتفسير مصطلح الدولة في أدبيات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلا بكونها الدولة التي تمثل الجميع؛ وهذا ما يطالب به فريق القوى الوطنية، حتى من قبل صدور قرارات مجلس الأمن بخصوص اليمن”.

واختتم المحلل السياسي حميد رزق حديثه بالقول” شيء واحد فقط يجب أن يتنبه له أبناء الشعب اليمني، وهو أن الإعلان عن أي مفاوضات أو لقاءات سياسية لا يعني الجدية لدى ما يسمى المجتمع الدولي، فما يقال من شعارات ومثاليات في الإعلام يجب أن لا يقابل بالاسترخاء أو تبنى  أمال حقيقية نحو السلام؛ كما أنه من المفيد التواصل مع الخارج؛  فظروف وتداخلات العلاقات الدولية تدفع نحو المشاركة، واستغلال نافذة التواصل للتحرك الإيجابي ولقاء الفعاليات الدولية والإقليمية، مهما كان الموقف سلبيا، لأن الطريق إلى تعديل تلك المواقف بالإضافة إلى الميدان بذل الجهود ومحاولات إيجاد فتحة في الجدار”.