تعز العز

يـا طف التمس قبسا

 كرب تخلق في أحشائه الغضب
وبالبلاء وجوه الدهر تختضب
 
حزن تؤججه آه تصيره
نصرا تخلده الأشلاء والكتب
 
يستغفر الكفر من جرم فظاعته
تبكي السماء دما والارض تنتحب
 
خطب يضيق المدى من هوله حرجا
كأنما في الأسى التاريخ يغترب
 
دوامة لم تزل هوجاء عاصفة
الظلم تنورها والعالم الحطب
 
سيل من النورياطف التمس قبسا
وجد به كلما تاقت له السحب
 
يا طف عمن و عما أنت تخبرني
من أين تبدأ والتاريخ مغتصب
 
عن آل طه وما قاسوه من محن
وكلما طاب جرح الظلم يلتهب
 
عن الحسين ؟ عن الأسباط ؟ عن زمن
من المآسي يدانيهم ويصطحب
 
نادني الطف والعبرات تسكنه
نادى هنا السبط بالآيات يحتسب
 
هنا ابن خير الورى سلوان مهجته
وبضعة منه والمشكاة والسبب
 
ريحانة المصطفى لاحت ملامحه
نورا على وجهه الوضاء ينسكب
 
هنا ابن حيدرة الكرار متشحا
لذي الفقار على آثاره يثب
 
هنا الحسين إمام الحق ماعرفت
تلك القلوب معانيه كما يجب
 
هنا الحسين شموخ الحق رايته
تسمو ولم يحوها برج ولا رتب
 
شمس انتصاراته في الكون ماغربت
تبا أعدائه سرعان ماغربوا
 
فداه روحي وليت الدهر يرجع بي
علي أقيه بعيني كلما ضربوا
 
يا ويل من فرطوا يا تعس من خذلوا
وبئس قوم على ميثاقه انقلبوا
 
يا طف ماذا جرى قال الدجى حشدت
دهماءها طار من احقادها اللهب
 
ثأر لبدر وأشياخ بها هلكوا
كم حركت ناره احفاد من غلبوا
 
مكر السقيفة في صفين مبتدأ
وكربلا خبر مازال يضطرب
 
و أمة لم تزل ثكلى وعاقرة
أعمى بصائرها الاضلال والكذب
 
ولم يزل آل طه ثورة وهدى
للناس من اجل دين الله كم وهبوا
 
هيهات هيهات منا الذل صرختهم
ما هادنوا ظالما كلا ولا رهبوا
 
كم كربلائية حلت بساحتهم
من الطغاة أعادت نسخها الحقب
 
مران يا كربلاء العصر كم سفكت
فيك الدماء ليرضي ربه الذنب
 
صنعاء والقصف والاشلاء شاهدة
على مدامع طفل غاب عنه أب
 
على طواغيت عدوان مؤمركة
الى يزيد ومن والاه تنتسب
 
يا كربلاء دمانا اليوم تنصرنا
على السيوف وهذا كربنا غضب
 
هذا حسين بن بدر يا حسين مضى
يرنو اليك شهيدا منك يقترب
 

 شعر /حمير العزكي