تعز العز

الغاية والهدف من إرسال الرسل وإنزال الكتب {لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}

من هدي القرآن

بداية الحديث هو عن موضوع مهم، هو عن الغاية والهدف من إرسال الرسل وإنزال الكتب، والغاية من دين الله، فلماذا أرسل الله محمداً؟ ما هي مهمة النبي محمد؟ ما هو دوره؟ وعلى أي أساس أتى؟ وماذا يهمنا من شأنه؟.

عند العودة إلى القرآن الكريم نعرف أن الهدف من ذلك هو الخير للناس، هو لمصلحتهم، هو لسعادتهم، هو لإنقاذهم، هو لصلاحهم وفلاحهم، يقول الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}(الحديد: 25) ومن مفاهيم القسط هو العدل، {لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحديد: 25)، فالله جل شأنه رحيم بعباده يريد سعادتهم، يريد فلاحهم، يريد لهم الخير، يريد لهم ألاَّ يُظلموا، ألاَّ يُقهروا، ألاَّ يُستذلوا، ألاَّ يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله، فأرسل رسله، وأنزل كتبه التي فيها هديه وتعاليمه العظيمة ودينه القيم، هذا كله من أجل الناس ليقوم العدل فيهم وليعم الصلاح وليعم الخير، يترتب على ذلك كله زوال الظلم وزوال الفساد وزوال الشر، وكل هذه الثلاثيات يعاني منها الناس في حياتهم [الظلم، والفساد، والشر].

إذا عدنا – أيها الإخوة المؤمنون – إلى واقع الأمة الإسلامية في هذا العصر ونظرنا إلى ما هي عليه، وما يلحق بها من ظلم وإذلال وقهر، وما هي فيه من شتات وفرقة وانحطاط وتخلف، نعرف مدى خسارتها حين أضاعت مسؤوليتها في التمسك برسالة الله وإقامة دينه الذي يكفل لها قيام العدل؛ فلنفهم أن طريق الخلاص من الظلم والهوان لكل شعوب أمتنا، والطريق إلى تحقيق العدل، وإزالة الظلم، وتعميم الخير، وإبعاد الشر، وتحقيق السعادة، الطريق إلى ذلك هو إقامة رسالة الله التي تتمثل بكتابه ودينه.

وغاية أخرى من الرسالة الإلهية هي إصلاح الإنسان وتربيته والارتقاء به وتكريمه وهدايته؛ ولذلك يذكِّرنا الله بعظيم النعمة علينا – نحن العرب – حينما يقول: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(الجمعة: 2-4) ولأن أمتنا في هذا العصر فقدت تفاعلها مع رسالة الله ودينه ونبيه فقد خسرت العدل، وغرقت في الظلم، وفقدت زكاء النفوس وكان البديل هو الانحطاط والسوء، وفقدت الحكمة وكان البديل هو الغباء والتخبط في المواقف والعشوائية في العمل واللغو في الكلام.

وعندما نعرف أن الغاية والهدف هو هذا العدل والخير والسعادة وزكاء النفوس والسمو بالإنسان والوصول به إلى خير الدنيا والآخرة، ونجاته من الشر في الدنيا والآخرة، نعرف أن الرسالة والدين والرسل من مظاهر رحمة الله بعباده؛ ولذلك يقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}(الأنبياء: 107).

الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في ضمن سلسلة طويلة من أنبياء الله هو خاتمهم وأخيرهم، تحرك على هذا الأساس، رسالته لإنقاذ الناس، لهدايتهم، لتسمو نفوسهم، ولتزكيتهم, ولتحقيق العدل فيهم، ولإزالة الظلم عنهم، ولنجاتهم في الدنيا والآخرة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من خطاب السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة المولد النبوي الشريف

للعام الهجري 1430هـ

#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85