تعز العز

🗣 اطفال اليمن

#اصوات_تعزية

 

 

يعيش أطفال اليمن مأساة تعجز الكلمات عن وصفها .. مأساة قتل وتدمير ونزوح وفقدان أهل وصحبة .. مأساة فقر ومرض وتجهيل وسؤ تغذية ، مأساة حولتهم إلى ضحايا في عمر مبكر ..

 

مايقارب ألف ومائتين يوم من العدوان سرقت أجمل سنوات طفولتهم وأطفأت نور الحياة في عيونهم .. ، رسمت لوحة بؤس على وجوههم .. ، وتركت أثاراً نفسية لن يستطيعوا تجاوزها بسهولة.

 

ألف ومائتين يوم وأطفال اليمن يستغيثون ويستصرخون الضمير الإنساني بأي ذنب يحدث لنا كل هذا؟

 

 وهل آن الأوان لكي تتوقف هذه المآسي؟

 

فترة الألف ومائتين يوم من العدوان أدت إلى نزوح الكثير من الأسر والأطفال ، ومغادرة منازلها وقراها بعد أن حاصرها الموت ، بحثاً عن الحياة لأطفالها ، لكن معاناتها تفاقمت بإقامتها في الأماكن العامة كالمدارس والمنشئات الطبية والرياضية أو في مبانٍ غير مكتملة لا تتوفر فيها أبسط مقومات العيش ، والتي تعرضت أيضاً هي للاستهداف المباشر من طيران العدوان.

 

 

آلاف النازحين بمن فيهم الأطفال يعانون من سوء التغذية وفق التقارير ، اذ يحتاج اغلبهم إلى الدعم النفسي والإجتماعي والغذائي والصحي  ، حيث يؤدي الاكتضاظ ، والظروف غير الصحية في مناطق النزوح إلى تفشي الأمراض ، بما في ذلك الأمراض الجلدية ؛ حيث تفيد التقارير الدولية أن 2.3 مليون طفل وطفلة في اليمن محرومون من الرعاية الصحية ، ويموت طفل كل 10 دقائق بأمراض يمكن الوقاية منها كالإسهال والأمراض التنفسية وسوء التغذية ، وفي هذا الصدد تشير وزارة الصحة العامة والسكان إلى أن 52 ألف طفل توفوا العام الماضي لهذه الأسباب.

 

على نفس الصعيد ارتفعت نسبة الفقر وتدهور الوضع الإقتصادي والمعيشي للأسر ، وأثقلت الديون كاهل قرابة 80 % منها وتراجعت مصادر دخلها بعد توقف صرف المرتبات عقب قرار العدوان وعملائه في نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن ؛ مما أثر بشكل كبير على تغذية وصحة الأطفال والمياه التي يشربونها وجعلهم أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية والكوليرا وغيرهما من الأمراض والأوبئة.

 

ألف ومائتين يوم من العدوان تسبب في زيادة الوضع سوءاً من حيث سوء التغذية فمليوني طفل يمني يعانون اليوم من هذا المرض ، ما يعني أن جيلاً من الأطفال مهدد بالتقزم والافتقار إلى النمو الكافي لمواجهة المستقبل ، فيما يواجه 400 ألف طفل خطر الموت بشكل متزايد لإصابتهم بسوء التغذية الحاد الوخيم بحسب تقارير منظمة اليونيسف.

 

كما تشير التقارير الأممية المشاركة اصلا في العدوان على اليمن وقتل أطفالها ، إلى أن 26 % من الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا هي لأطفال دون الخامسة من العمر ، و56 % منها لأطفال دون 18 عاماً.

 

وتؤكد التقارير الرسمية أن تعطيل العدوان لـ 55 % من المرافق الصحية وخدماتها حرم الأطفال من أخذ جرعات التحصين الروتينية ضد 11 مرضاً قاتلاً ، وتسبب في تراجع نسبة التغطية بالتحصين ، وظهور العديد من الأمراض منها الدفتيريا.

 

كما توضح التقارير أن 55 % من الـ 2.9 مليون شخص نازح هم من الأطفال ، ويقدّر عدد الأطفال النازحين ممن لم يلتحقوا بالمدارس بنحو 513 ألف طفل ؛ فقد حرم العدوان السعودي الأمريكي الأطفال من حقهم في التعليم بتدمير 2621  مدرسة ومنشأة تعليمية ، فيما تؤكد المنظمات الدولية حاجة 2.3 مليون طفل في سن الدراسة إلى دعم للالتحاق بالتعليم ، منهم1.1 مليون طفل يعيشون في المناطق المتضررة بشدّة.

 

وعلى مدى ألف ومائتين يوم تعرض أطفال اليمن لكل المخاطر المهددة لبقائهم على قيد الحياة ، وأبشع أنواع الأحداث الصادمة التي تركت بصماتها على كافة نواحي حياتهم ، وانعكست على سلوكياتهم وردود أفعالهم ، ومن هذه الأفعال والسلوكيات على سبيل المثال لا الحصر التي تسبب بها العدوان ، وبحسب الدراسات العلمية إلى أن الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات الحرب بشكل مباشر من خلال قصف منازلهم أو قتل ذويهم وغيرها ، غالباً يكثر لديهم (ميل شديد للعنف ، وتغير عام في المزاج ، وفقدان الشهية ، والشعور بعدم الاستقرار ، واضطرابات النوم ، والتبول اللاإرادي ، والقلق ، والكآبة ، والحزن ، والخوف ، وعدم المبادرة ، والتردد ، وتشتت الذهن ، وضعف الذاكرة والتذكر خاصة تلك الأمور المتعلقة بالتعليم والمدرسة).

 

 

وتؤكد الدراسات حاجة الأطفال للدعم والمساندة النفسية والاجتماعية والصحية والغذائية ، لتخطي تلك المشكلات والعيش بسلام ، وفي هذا الصدد بينت منظمة اليونيسيف أنها قدمت دعماً نفسياً واجتماعياً لـ 295 ألفاً و 324 طفلاً في المناطق المتضررة في الفترة من يناير ـ يوليو 2017م.

 

 

د.غمدان زبيبة

 

 

 

#صماد3_تقصف_أبوظبي

 

أشترك على قناة أخبارتعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبرفورحدوثه انقرهنا