تعز العز

نص كلمة عضو المجلس السياسي الأعلى #محمد_علي_الحوثي خلال لقائه عددا من أبناء مديرية ماوية في محافظة تعز

تعز نيوز- تعز 

 

السلام علیکم ورحمة الله وبركاته

كنا ولا زلنا مع أبناء تعز.

نحن نعرف أن أبناء الحالمة هم رجال أوفياء لوطنهم، نعرف أن أبناء الحالمة تعز وطنيون ويعرفون معنى الوطنية ويعرفون معنى الإيمان لوطنهم، يعرفون أيضاً أن من الوطنية أن يكونوا مع أبناء وطنهم المدافعين عن وطنهم، يعرفون أن ليس من الوطنية ولا من الشعارات الفضفاضة أن تقول “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا” وأنت تعيش تابعاً للعدو الذي يريد أن يحتل بلدك، يعرفون أن شعار “بالروح بالدم نفديك يا وطن” لا يمكن أن يكون هذا الشعار ناتجاً لأوامر المملكة العربية السعودية ولا أمريكا ولا بريطانيا ولا الإمارات، عندما نقول “بالروح بالدم نفديك يا وطن” فلا يعني أني أذهب لأأتمر بأوامر العدوان ودول العدوان.

نعم أيها الأخوة كنا على تواصل مع الأخ شوقي هايل قبل بدء المعارك هنا، وشكّلنا أيضاً مندوبين للقاء بهم، وجمع الأحزاب في المدينة في تلك الفترة وتحدث معهم وتحدثوا معه على أساس أن تُجنَّب هذه المدينة وغيرها الدمار والحرب، وكنا نحن من نطالب بأن لا تُسفَك دماء أبناء تعز ولا غير أبناء تعز، لأن المعركة هي فُرِضَت علينا نحن فرضا، نحن لم نحب ولم نكن نتمنى في يوم من الأيام أن يكون هناك اقتتال داخلي، نحن دائماً نقول لدينا عدو خارجي هو من يؤجج الصراعات في الداخل والفتن في الداخل، وإن الحل الوحيد أمام الصراع وأمام الفتن في الداخل هو اليقظة والحس العالي بالمسؤولية ومعرفة كيف نجنّب شعبنا ووطننا ومدننا ومحافظاتنا سفك الدماء.

نقول لأولئك الذين أرادوا الدمار لتعز، ها نحن في السنة الثامنة منذ أن تآمرتم على تعز سواءً كان الإصلاح أو غيره في تعز نقول لهم ماذا جنيتم وماذا قدمتم لأبناء تعز ولمحافظة تعز غير الدمار؟ ما هو الذي جنوه من مؤامرتكم الحمقاء؟ من تسليم إرادتكم وأوامركم للمملكة العربية السعودية أو لغيرها من دول العدوان حتى رفضتم التوقيع على أي اتفاق؟ رفضتم التوقيع على تجنيب محافظة تعز الدمار، رفضتم التوقيع على تجنيب أبناء محافظة تعز القتال، رفضتم كل شيئ وهو فعلاً يدل على الوطنية وعلى حب الوطن !، رفضتموه في ذلك الوقت وأعلنتم بأن الأوامر التي صدرت لكم كانت أوامر ليست أوامر وطنية وإنما أوامر سعودية، والأوامر السعودية أيضاً هي أوامر أمريكية، وهكذا وهلم جرا، ليس لهم إرادة وليس لهم قرار.
لدينا كثير من الأشياء لو أردنا أن نوقف الحياة في تعز لاستطعنا أن نوقف الحياة في تعز، من التعزية من حيث هناك المشاريع الموجودة التي تتعلق بالبنية الداخلية التحتية في تعز وفي مدينة تعز، مجرد أن أغلق بعض المحابس ستنتهي الحياة في تعز، ولكن لأننا لا نريد لأبناء تعز إلا أن يعيشوا الحياة الصحيحة والسليمة، مع ذلك دعونا باستمرار إلى الحفاظ على السلم الاجتماعي وإلى التوحّد في الداخل فأبوا إلا إثارة العنصرية، أبوا إلا إثارة الحزبية والمناطقية.

نقول لكل أولئك الواهمين أو المغرر بهم من أبناء تعز، لاحظوا ماذا يحدث هناك في الداخل في تعز وما يحدث لدينا هنا، أنتم تعلمون أنهم يقتتلون الصباح والمساء وهم يواجهوننا أيضاً فكيف لو لم يكن هناك من يواجههم؟ كيف ستكون الحالة، إذا كان هذا الاجرام حاصلا وهو من المفترض أن يقدم نموذجا برّاقا من أجل أن يقارَن، فكيف سيكون لو لم يكن لديه من يواجهه من يتبنى القضايا الوطنية في الداخل؟ قبل أيام أو قبل أسابيع دعونا التجار في داخل تعز المدينة قلنا تعالوا إلى المناطق التي نسيطر وتحدث الأخ الشيخ سلطان عضو المجلس أيضاً وتحدث الأخ المحافظ وكل المسؤولين هنا وهو مُرحَّب بكم أن تبقوا هنا في بلدكم في وطنكم في محافظتكم، لستم بحاجة إلى قطع تذاكر ولا إلى جوازات، نحن نعتبركم إخوانا لنا، ولكن كلما ندعوكم من أجله وندعوكم إليه ليس فقط لأننا سنستفيد منكم، وإنما حرصاً على أن تحظوا بالأمن الذي يحظى به أبناء الشعب اليمني، وأن تعيشوا لتستطيعوا أن تتعاملوا مع تجارتكم ومصالحكم وأنتم في أجواء آمنة.

اليوم نؤكد ونقرر وندعو مرة أخرى، افتحوا المنافذ التي أعلنّا عنها كبادرة أولى كخطوة أولى إن كنتم فعلاً تحبون أبناء تعز، والمجلس السياسي الأعلى والسلطة المحلية في المحافظة قررت منافذ محددة وفتحت هذه المنافذ، فإذا كنتم تحبون أبناء تعز حقيقةً – وأنا أقول لدول العدوان ولمرتزقتهم – فافتحوا هذه المنافذ، ثم لنأتي فيما بعد لنفتح بقية المنافذ لا مانع لدينا، وإن كنتم أيضاً تريدون أن نفتح جميع المنافذ دفعة واحدة فتعالوا لنبدأ نحن وأنتم على إزالة المظاهر العسكرية وإعطاء الضمانات الكافية لمرور جميع المواطنين دون ان يتعرض إليهم أحد.

 

نحن مع السلم، نحن مع الحفاظ على الوطن، نحن مع الحفاظ على الحالمة تعز، ولكن من هو الذي في تلك الجهات يملك قراره ويستطيع أن يحاور وهو يستطيع أن ينفذ؟ من؟ لا يستطيع أحد، حتى من هم في الصورة كوهميين بأنهم مسؤولين هناك لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا، لا يوجد لديهم أي صلاحيات في أن يقدِموا على خطوات بهذا المستوى وبهذا الحجم، فلذلك نقول لهم لا تزايدوا على أبناء محافظتكم وعلى محافظنا والمسؤولين في السلطة المحلية هنا على الإطلاق لأنكم أصلاً أنتم لا تملكون قراركم، لا تملكون المسؤولية، لا تملكون الإرادة الوطنية. من يرفض منذ اليوم الأول أن لا تُدمَّر مدينة تعز ولا تُدمَّر محافظة تعز ليس جديراً بأن يأتي اليوم على ظهر المدرعة الإماراتية أو المجنزرة الأمريكية ليقول إنه يحب وطنه، من يرفض الاقتتال الداخلي – ولا زال الموضوع كان في متناول الجميع – فهو لا يمكن على الإطلاق أن يغلِّب لغة السلام على لغة الدماء لأنه مقابل لغة الدماء يأخذ مقابلها الأموال، نحن لا نأخذ مقابل ما نقدمه من تضحيات أموالا حتى نريد أن تستمر التضحية ولكننا نقدمها في سبيل الله ومن أجل الوطن.

الكثير من أبناء الشعب اليمني والكثير من أبناء هذه المحافظة البطلة ممن استشهدوا هنا تعرفونهم أنتم، هل لديهم القصور مقابل تقديم تضحياتهم؟ هل لديهم الأموال والصفقات؟ أنتم تعرفونهم، هل لدينا الأرصدة في البنوك؟ أم أولئك الذين يملكون الأرصدة في البنوك والشقق الفاخرة في الخارج والفلل وغيرها من الأشياء؟ أليسوا أولئك الذين يدّعون ويقاتلون مع دول العدوان هم من يملكون هذا؟ أما نحن بفضل الله لا نملك شيئا، ولا يقاتل أبناؤنا ولا إخواننا لا في هذه المحافظة ولا في غيرها من أجل هذه الأشياء إنما دفاعاً عن الوطن وجهاداً في سبيل الله وابتغاء مرضاته. هذه اللغة بالتأكيد لا يفهمونها، هم يفهمون لغة الدنانير والدراهم، لغة الدولار والريال السعودي أما غيرها من اللغات فلا يفهمونها.

بالله عليكم هل ذهب أولئك من أجل الوطن؟ عندما تجد أنهم الكثير حتى من أبناء تعز من المرتزقة في الطرف الآخر هل ذهبوا من أجل الوطن؟ نحن نعرف أنهم لم يذهبوا من أجل العُمرة وإنما ذهبوا من أجل الأموال. ولا ذهبوا من أجل أن يحصلوا على الوطنية من هناك، لا يمكن أن تأتي بالوطنية لوطنك من الخارج، من يأتي على ظهر الطائرة والمجنزرة والمدرعة فاكتبوا فوق جبينه مرتزق وعميل.

عليهم أن يرددوا كلمة “فلترى الدنيا على أرضي وصيا” فقتالهم هو من أجل هذه “فلترى” وليس “لن ترى” “فلترى الدنيا على أرضي وصيّا”، هذا هو ما يريدوه وما يطمحوا له.

لماذا يعتدون على سوقطرة؟ ولماذا يعتدون على المهرة وعلى حضرموت وعلى غيرها؟ أليست هذه هي مشاريع الاحتلال؟ ثم لماذا لا يتجهون لطرد أولئك من تلك المحافظات إن كانوا فعلاً يملكون السلطة ويملكون القرار ويقولوا للسعودية والإمارات بطّلوا، بعيدة عليكم أنكم تعملوا هذه الأعمال ونحن موجودون ولن نقبل بها؟ فالذي يحمل إشاعة الوطنية أو الشرعية التي زعموها لا شرعية لهم، الشرعية تنطلق من داخل الجمهورية اليمنية وليس من البلاط السعودي.

#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام

telegram.me/taizznews