تعز العز

والهدنةُ النّحس حربٌ نصف قائمةٍ للشاعر الكبير عبدالله البردّوني

 

 

للشاعر الكبير / عبدالله البردوني

العصر الثاني .. في هذا العصر

عنّت وولّت كهذا الوقت أوقاتُ جاءت كأسيادها، ماتت كما ماتوا

كانت لهم، مثلما كانوا لها فمضت كما مضوا، لا هنا أضحت، ولاباتوا

فكيف أغربَ هذا الوقت مات وما ولّى؟ وأسياده ماتوا ومافاتوا

في كل قصرٍ لعينيه وأعينهم يموج عرسٌ وأعيادٌ وعاداتُ

* * * ***

لا الموت يمحو، لكي يرقى النقيض ولا لحيّ مِن التمويت إفلاتُ

عن ماسيأتي، أتى الماضي وما اعتذرَتْ إلاّ (سفينة نوحٍ) والمروءاتُ(؟)

عن يوم (حِطّين) جاء الطين يجرفهُ إلى (فلسطين) طيّانٌ وزفّاتُ

حتى المنايا اللواتي خاض عنترةٌ رجعن أصبى، لهنَّ الآن مُوضاتُ

ماذا تطوّر غير المُسخ يازمني؟ مَن قال هذا؟ سكوت الكل إسكاتُ

إن كانَ مَن زوّروا أنيابهم قُبَلاً يعطون حُبّاً، فما هنَّ العداواتُ؟

* * * ***

مَن أنت ياذاك؟ مَن لو شمَّ مِن (كنَدا) (صنعا) لأورق فيه البُنُّ والقاتُ

وراء سرب القوافي صاعدٌ جبَلاً وفي البحور الخليليات حوّاتُ

حتماً، إلى أي إرهاب ستنسبُهُ فأنت – ياخالق الإرهاب – نعّاتُ

* * * ***

ياطفل حَربَين تبدو زوج ثالثةٍ لها بإبطيك خالاتُ وعمّاتُ

ألا ترى القتل يُدمي كل ثانية كما تُؤدّى على الدرب التحيّاتُ!

لاشيء يسمع أذنيه ولافمهُ ولا خرافاتك العجلى خرافاتُ

مَن أنت ياذاك؟ شطرٌ من مُعلّقةٍ وما اسم بيتك؟ حمّالٌ وزيّاتُ

أسكت قوافيك، حاورني مُرامزةً لهنَّ ياصاحبي مثلي مُهمّاتُ

.. لو كنتَ أرشق من أنّات ساقية كفتك عن جمرة القلب الإشاراتُ

سيزيف) ناء بصخر واحد وأنا صخري جدارٌ حديديٌ وغاباتُ

(السندباد) امتطى ظهر البحور،أنا تأتي وتمضي على صدري المحيطاتُ

فهل توازي ملايين الرموز قوىً الأرض في قبضتيها والسماواتُ؟

* * * ***

– أرى عليك (حزاماً) صُنع والدتي – لَكُنَّ عقم الحشى ياقرمطياتُ

لأن أمّك أنبوبٌ صرختَ أسىً : ليَ الرئاسات قَيناتٌ وزوجاتُ

لا أنت أغلى، ولا هنَّ الأجَدُّ صبىً أزرى بنات الهوى، هنَّ الرئاساتُ

ما كل ما تبتغيه تشتريه، ولا تقوى على كل ما تخشاه قُوّاتُ

لاتنخدع لست ياعصر النجوم، سوى بنكٍ إلى حلقهِ تنصبُّ قاراتُ

* * * ***

إذا تداعت بلادٌ، أنت ذو مهَلٍ وإن توهَّجَ شعبٌ أنت بغّاتُ

فكم تُصلّي بباكستان مِن جُمعٍ وأنت في (القدس) و(السمُّوع) سبّاتُ

في (نيكراجوا) رصاصيٌ هوىً ويداً في (أم درمان) سبّاكٌ وفتّاتُ

في (الكرخ) سعدون، في (طُوس) ابن فاطمةٍ وإن وجدتَ كويتياً فكوّاتُ

لأن قلبك ذو بوّابتين، لهُ في القصر قصران: غلاّمٌ وبنّاتُ

* * * ***

الآدمية في كفيك محبرةٌ وأنت في قبضة الآلات آلاتُ

لأن بيتك مُبيضَّ السواد، فَمِن أقصى حناياك تنهلُّ الزّرافاتُ

* * * ***

كل الرؤوس التي تطغى هنا وهنا لهنّ من غابة (الدولار) نَحّاتُ

يُعلي على كل شعبٍ باسمه شبحاً له مِن الوحل أذيالٌ وهالاتُ

هذي المجنزرة الحُبلى مؤمَّرة وذلك المدفع المكبوت كبّاتُ

* * * ***

هل بيتُك الأرض كل الأرض ياشجَني وكل بيتٍ من الأجداث أبياتُ؟

للأرض بيتاً وقبراً أخلَصت مِقَتي فمِن جناها الأعادي والحبيباتُ

مِن أجل مَن تصطفي تهوَى مُعاكِسَهُ؟ للقلب قلبان: عَشّاقٌ ومَقّاتُ

أغلوطةٌ تلك؟ بل هذا يقوم بذا إن التجاوز وصّالٌ وبتّاتُ

* * * ***

تقول ماذا؟ وعصر المخبرين على باب التوابيت: طبّاخٌ، وتوّاتُ

والهدنةُ النّحس حربٌ نصف قائمةٍ بأمر مَن تخدع الحبر العباراتُ؟

* * * ***

هذي الغرابةُ عيناها كَسُرّتها مِن المسامير، لاهاكم ولاهاتوا

ترى ملاستَها في ظل قامتها كما تحدِّق في المرآةِ مرآةُ

ومالها سرُّ موجودٍ ولا عدمٍ ولا تنازعَها نفيٌ وإثباتُ

لأنها انسربَت مِن كل نافذةٍ وما درى أي بابٍ رجعة »النّاتو

« على الجباه العوالي وقع أرجُلِها ومالتوقيعها في السمع أصواتُ

لأنها اليوم تبدي وجه عاشقةٍ مثل الحنان الذي يبديه إشماتُ

* * * ***

مَن ذا يراها، ويدري مايرى، ولها تحت التّنكُر إبحارٌ وإخباتُ؟

كانت تجيء كتمساحٍ على (حَمَلٍ) واليوم يرقص فيها (الذئب) و(الشاةُ)

فيشرب القتلُ والمقتولُ نخب هوىً للقتل بالحب – قبل الوقت – ميقاتُ

* * * ***

فهل سيُمسي حصان الأمس طائرةً لأن أصل (حَمام) اليوم (حيّاتُ)؟

هذي التغايير، تشكيل الشكول، إلى أخرى، وتذييت ماتفني به الذّاتُ

يادُورَهُم، يابيوت الشعب، ياوطني هل هذه الخِرَق الرخوات راياتُ؟

وياتمادي رُبَى الإِسمنت قل لهمو مستعمر اليوم: نبّاشٌ وسَمّاتُ

في كل منبت عنقود وسنبلةٍ تعلو بيوتٌ، وما فيهن بَيّاتُ

* * * ***

هذا التَّصحُر يستغشي الرؤوس، فما لهن نبضٌ، وهل للنقع إنباتُ

مِن أين يومض برقٌ والغمام حصىً وموعد السنوات الصفر إسناتُ؟(؟)

ما أنجبَت غير (عبدالناصر) امرأةٌ ولا اقتفى (الحسن البصري) قنّاتُ

هل أمة الفرد أعطت قهرها سبباً فألّهت فوقها السوط العمالاتُ؟

* * * ***

قالوا (زمانٌ رديءٌ) باسم مَن شمخَت وعسكرت حولها الموت الرَّداءاتُ؟

لو لم تكونوا، لما كانت، إذا احتشدَت أقوى الرَّداءاتِ، قل أين الاجاداتُ؟

* * * ***

هذا الرماد الذي ينساق منتفخاً شتّان، في الجمع في التجميع أشتاتُ

قالوا: لكل زمان آيةٌ، صدقوا هذي الشظايا لهذا العصر آياتُ

كيف اقشعرّيت ياقلب التراب؟ متى تحكي؟ أما أزغبَت فيك البداياتُ؟

في هجس عينيك ماضي كل آتيةٍ قلها: أما أينعَت فيك الرواياتُ؟

* * * ***

هل يركض الشوق كي يلقى السؤال فماً وكي تلوح لوجه البدء غاياتُ؟

يا(سيبويه)(؟) انزوت في القلب صامتةً مليون حتّى، أصَمْتُ القلب إنصاتُ؟

====

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا