تعز العز

اردوغان الرئيس الذي يدعو الله ويصافح الشيطان

عبدالملك العجري

معظمكم سمع بالطرفة اليمنية التي تقول ان ابا واما ارادا ان يختبرا مستقبل ابنهما فوضعا طاولة في طريقة وفوق الطاولة وضعوا مصحفا ,وقارورة خمر والف ريال ,فان هو اخذ المصحف فقد يكون مستقبله رجل دين ,و صائعا ان شرب الخمرة ,وتاجرا ان اخذ الالف ريال

. اقبل الابن فاخذ المصحف وقبله ,وفتح قارورة الخمر وارتشف رشفات ,واخذ الالف ريال وضعه في جيبه, ووقف ابواه حايرين من اي صنف هو ؟ . وكذلكم الرئيس السلطان اردوغان “كوكتيل” من التناقضات الصارخة ,جندب نطاط يلعب على كل الحبال ,وممثل بارع يجيد لعب الادوار المتناقضة بمرونة لم تخطر على بال ميكيافللي ذاته , يمسك بكل احجار اللعبة في يده ثم يقذفها في الاتجاهات المتقابلة ,يحتفظ بها مرة ويتخلى عنها اخرى ,قدم في الشرق واخرى في الغرب ,وفي ان واحد هو مع الجميع وضد الجميع

يدعو الله ويصافح الشيطان . اصولي اسلاموي وعلماني في ذات الوقت يؤمن بحسن البناء ولا يخالف اتاتورك يرفع المصحف ويرفع الكاس . دكتاتور يحترم حقوق المثليين . يجمع بين فلسطين واسرائيل في قلب واحد

. يناصر حماس ويقيم علاقات متينة مع اسرائيل يتواصل مع دواعش سوريا ويشترك في حلف دولي لمحاربة داعش. يريد ان يكون عضوا في الاتحاد الاوربي وسلطانا في الشرق الاسلامي. يشارك في تدمير سوريا على وعد ان شريكا في اعادة اعمارها

رجب طيب اردوغان الرجل العجيب حرباء بألف لون والف شكل ,يمارس السياسة كلاعب شطرنج بفائض من الميكيافيلية يمكنه اللعب في اكثر من اتجاه وفي اتجاهات متعاكسة دون ان يشعر بأي حرج أخلاقي ,وبحركة انسيابية يتنقل بين صفوف الملائكة والشياطين ,ويتدحرج كذرات الزئبق المنثورة على سطح املس..

استطاع اردوغان تغطية كل هذه التناقضات تحت ما يسمى المعجزة الاقتصادية (نجح حزب اردوغان في رفع معدل النمو وانعاش الاقتصاد التركي من خلال دمجه كليا بمراكز الهيمنية الراسمالية من دون أي مساحة للاستقلال وبالتالي هو اقتصاد هش خاضعا بالكلية لدوائر النفوذ والمال الراسمالية ،ويجعله تحت رحمة المستثمرين الغربيين الذين يمتلكون 70% من راس المال التركي بحسب بعض التقديرات يمكن ان ينهار في أي لحظة اذا رغبت دوائر المال في ذلك) تناقضات اردوغان لا يمكن ان تستمر الى ما نهاية وعلى ما يبد دلف عميقا في نفق مظلم , اردوغان يعمل الان على رصيده السابق ويستهلكه سريعا وفي طريقه لتكرار تجربة سوهارتوا حكم اندونيسيا 32 عاما وبنى نهضتها ولم يخرج من الحكم الا وقد اعادها الى نقطة البداية .