تعز العز

مواقع وصحف غربية : الوهابية باتت تشكل خطرًا على أمن الدول الآسيوية

 

شدَّدت باحثة أميركية متخصصة بعلاقات الصين مع دول منطقة الشرق الأوسط، على أنَّ الفكر الوهابي أصبح يشكل خطراً على القارة الآسيوية خاصة على الصين والهند. وأشارت الباحثة الى أنَّ التحالف الأميركي مع السعودية يمكّن الفكر الوهابي من الانتشار، وأن الولايات المتحدة مستمرة بتحالفها مع الرياض رغم التداعيات الخطرة. من جهة أخرى رأى دبلوماسي أميركي سابق وبارز أنَّ هناك ثغرات عدة في العقيدة السياسية للمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلنتون.

تنامي خطر الوهّابيَّة على الدول الآسيوية

كتبت الباحثة “Christina Lin” مقالة نشرت على موقع “Asia Times” بتاريخ الثاني من أيلول/سبتمبر الحالي، شددت فيها على أن التحالف بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية بات يشكل خطرًا أمنيًا محدقًا بالقارة الآسيوية، مستشهدةً  بما قاله باحث في مركز الأبحاث السياسية في العاصمة الهندية نيودلهي يدعى “Brahma Chellaney”، عن قيام الدولة الغربية “بتشجيع المملكة على تصدير الوهابية”، من أجل مواجهة الشيوعية والثورة الإسلامية في إيران”.

وتابعت الكاتبة بأن آسيا باتت تجني النتائج السلبية جراء التحالف الأميركي السعودي “بعد عقود من تمويل الوهابية بالبترودولار و”سعودة” المسلمين في آسيا”، وإذ أشارت إلى ما قاله قائد القيادة الأميركية في المحيط الهادئ الجنرال “هاري هاريس” حين حذر من أن تنظيم “داعش” يتوسع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لفتت “Christina Lin” إلى أن بعض المتطرفين من المسلمين في آسيا الذين تبنوا الفكر الوهابي ينجذبون بالطبع لـ”داعش”،كما هو الوضع بالنسبة للمسلمين المتطرفين في أوروبا وكوسوفو وغيرها من الأماكن التي سمحت “ببناء المساجد والمدارس الممولة سعودياً”.

كذلك أضافت الكاتبة أن “التطرف الوهابي” يغير هوية الدول الآسيوية التي فيها أعدادًا كبيرةً من المسلمين، غير أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة تستمر بدعم سياسة الرياض “على حساب دول أخرى”، وأن واشنطن تتحالف مع السعوديين في سوريا لدعم الجماعات المرتطبة بتنظيم “القاعدة” في سياسة ترمي الى تغيير النظام، بدلاً من مكافحة الإرهاب، مشيرةً إلى أن واشنطن تقوم في الوقت نفسه بتدمير اليمن، ما يسمح بنمو “داعش” و”القاعدة”.

الكاتبة أكدت أن كل ذلك يشكل تهديداً لآسيا، لافتة إلى أن الدول الآسيوية أصبحت تعتمد أكثر فأكثر على منطقة الشرق الأوسط في مجال الاقتصاد والنفط، وذلك خلافاً للولايات المتحدة التي “لم تعد تحتاج إلى نفط الشرق الأوسط والتي تستطيع الانسحاب من المنطقة” على حد تعبيرها، وشددت في الإطار عينه على أن الصين والهند تواجهان تحديًا كبيرًا آخر يتمثل بحماية مواطنيهم العاملين في الشرق الأوسط (7 مليون عامل هنديا ومليونا عامل صيني).

علاوة على ذلك تحدثت الكاتبة عن التهديد الذي تشكله جماعات مثل “داعش” و”القاعدة” وغيرها من “الجماعات السلفية” للمشروع الاقتصادي الصيني الضخم لمنطقة يورو آسيا والمسمى”حزام واحد طريق واحد”،كما تحدثت عن نشوء تحالف آسيوي من أجل مكافحة الارهاب، لافتة الى أن كلًّا من الهند والصين قامتا خلال شهر آب/أغسطس الماضي بتعزيز العلاقات الأمنية مع الحكومة السورية من أجل محاربة القاعدة.

وأشارت الكاتبة أيضاً إلى أن الهند والصين هما من الدول الأعضاء في منظمة تعاون شنغهاي التي تضم إلى جانبهما روسيا وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى، وتابعت بالقول أن المنظمة هذه تقوم منذ الأعوام الماضية بتكثيف الجهود في مجال مكافحة الارهاب.كما أن الهند والصين تعارضان المساعي الأميركية السعودية “الهادفة الى الإطاحة بالحكومة السورية واستبدالها بنظام وهابي طالباني آخر”.

كذلك شددت الكاتبة على أنه ونظراً لوجود “جهاديين آسيويين” في سوريا، فمن مصلحة دول منظمة تعاون شنغهاي التصدي للأجندة الأميركية السعودية لتغيير النظام ومنع سوريا من أن تصبح ملاذًا آمناً يستخدمه المسلحون من أجل شن الهجمات على دول هذه المنظمة.

الثغرات في عقيدة هيلاري كلنتون

كتب الدّبلوماسي الأميركي السابق زلماي خليل زاد مقالة نشرها موقع “National Interest” في الأول من أيلول/ستمبر الحالي حول سياسات المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلنتون، ذكر فيها أن كلنتون تقوم بإعداد عقيدة سياسية معدَّلة، تضم مواقفها السابقة مع بعض التعديلات التي تمت خلال حملتها الانتخابية.

وعدّد الكاتب عناصر أساسية في عقيدة كلنتون السياسية “الناشئة”، والتي تضم أولاً القيادة الأميركية على الصعيد العالمي، وقال إن كلنتون تتبنى مواقف الوسط في السياسة الأميركية ومواقف أكثر يمينية من الرئيس الحالي باراك أوباما، كما أنها- بحسب الكاتب- تعتبر بأن الاستقرار العالمي والتقدم يتطلب من الولايات المتحدة أن تلعب دور القيادة، مشيرًا إلى دعمها المطلق للتحالفات التي تقودها أميركا في أوروبا وآسيا الشرقية والتي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية.

عنصر آخر من عناصر عقيدة كلينتون فندها الكاتب، ألا وهو الانخراط مع القوى العظمى من الخصوم، حيث نبّه الكاتب إلى أن كلينتون منذ أن كانت وزيرة للخارجية قد أيدت ونفذت سياسة أمن قومي تشمل الانخراط مع الخصوم، متحدثًا عن دور كلنتون بالانخراط مع الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف وعن سعيها لعلاقات “جديدة” مع الصين، وأضاف أيضاً أنّ كلنتون تدعم الاتفاق النووي مع إيران.

أما فيما يتعلق بما أسماه الكاتب “التطرف الاسلامي”، فقال أن كلنتون تتحدث عن هذا الموضوع لكنه اعتبر أنها لم ترسم بعد استراتيجية لمواجهة هذا التهديد واكتفت فقط بالتشديد على ضرورة تعزيز العمل الاستخباراتي ضد “داعش” لهزيمته، لافتًا إلى أن هذه المقاربة تترك خلفها الكثير من التساؤلات، مثل العمل المطلوب مع الدول التي تدعم التطرف والارهاب كباكستان، وكيفية إنهاء الحروب الأهلية في العراق وسوريا وكيفية “تغذية تحسين العلاقات بين الدول العربية السنية و”إسرائيل”، على حد تعبير الكاتب.

وبينما دعمت كلينتون استخدام القوة من أجل الإطاحة بالأنظمة في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، إلا أنها لم تتخذ موقفاً واضحاً حيال الخطوات المطلوبة في مرحلة ما بعد النزاع، وأشار الكاتب إلى أن المرشحة الديمقراطية، كمهندسة الإطاحة بنظام معمر القذافي في ليبيا، لم تتخذ أي إجراءات فاعلة لإعادة النظام السياسي والأمن إلى هذا البلد، ما أدى إلى اندلاع الفوضى في ليبيا على غرار الوضع في الصومال، بحسب تعبير الكاتب.

أما التغييرات في سياسة كلينتون، فرأى الكاتب أنها أوجدت فراغًا بين أهدافها والوسائل التي تحبذ استخدامها من أجل تحقيق هذه الأهداف، لافتًا إلى أن الفراغ كان ظاهرًا للعيان عندما دعت إلى تدخل عسكري في ليبيا دون اعتماد خطة لإعادة بناء الدولة.

كما تحدث الكاتب عن تحدٍ صعب تواجهه كلنتون وهو أن الاجندة العالمية لا تروق لأطياف كبيرة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وشدد على أن المطلوب هو مزيد من الوضوح في رؤية كلنتون الحالية حول كيفية التعاطي مع الخصوم.

كذلك قال الكاتب ان كلنتون لم تشرح كيف ستقوم بحشد ملايين المسلمين في الخارج الذين يعارضون التطرف في المعركة ضد “الإسلام الراديكالي”، ورأى أنها قد تحتاج إلى تعديل مقاربتها وإلى الحديث بشكلٍ صريحٍ  أكثر عن تهديد الراديكاليين الإسلاميين ووضع استراتيجية للتعاون مع الحلفاء من الدول ذات الغالبية الإسلامية.

في المقابل، شكك الكاتب بقدرة كلينتون على اتباع أجندتها بنجاح عبر الوسائل التي تستخدمها حالياً، مشيراً الى وجود هوة بين الأهداف والسبل المستخدمة في مجال الإنفاق العسكري والسياسي، وأضاف أنه يمكن إزالة هذه الهوة إما عبر تسوية الخلافات السياسية مع روسيا والصين أو عبر تحديد الموارد المطلوبة من أجل التصدي لهذه الدول. غير أنه لفت إلى أن كلنتون لم تتبنَّ حتى الآن أي من هذه المقاربات، وإلى أن التصدي لروسيا والصين يتطلب زيادة الإنفاق والموارد، كما اعتبر أن على كلنتون أن توضح أكثر الخطوات المطلوبة من أجل توفير القدرات اللازمة “لضمان الردع و الاستقرار”.


علي عوباني

علي رزق

المضدر / العهد الأخباري

===

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا