تعز العز

حمدة تلك الصورة التي هزت الملايين” الأم التي فقدت أودلاها معا في صرواح

 

 

#أصوات_تعزية

بيت طيني ذو سقف من قش يقع في حباب صرواح قرية معزولة عن السياسة و معزولة عن بهرجة الأرض  لم يكن مغري ذلك المنزل الصغير بل كان ذلك المنزل لرجل لا أرض يملكها ولا وظيفة لديه سوى هش عشرة من أغنامه وتجميع الحطب  ليبتاعها فوق سيارة هيلوكس

كانت يديه تغزل الحكايات وتولد من معصمه روايات جديدة و أصابعا تتشقق دما لتجني الريال ، يبزغ الفجر كعادته في حباب وفي  ذلك البيت الصغير لتجد الكل يتسابق لإطعام الأغنام  وجمع الحطب الزوجة والأب والأبناء

وفي مطلع هذا العام 1-1-2017 في الوقت الذي تحتفل كل شعوب العالم الآخر بمراسم الدخول للسنة الجديدة كانت هنا السعودية  ترتب لاحتفال آخر هدايا سلمانية من غارات عنقودية تبعثر أجساد الأطفال وآبائهم لتحولهم إلى دمى ممزقة وقبلة نصلي لها خمس مرات باليوم  لتهدينا  خمس غارات في الساعة

وقفت حمدة صالح العجي الأشطل العمر 60 عاما وهي ترى تلك الغارة تجثم على منزلها الطيني المسقوف بالقش  وسيارتهم الصغيرة  وسقطت تلك الغارة  على رأس  زوجها و أولادها وأحفادها و انهارت حمدة  واقفة وابتلعت عينيها رمل الأرض وشظايا الطائرات

كانت تود ان تغمض عينيها ربما يكون  كابوسا أو جاثما ثقيلا  ولكنها كانت حقيقة لا تحتمل التأويل ،سقط  في ذلك اليوم أمام حمدة:

1- الأب محمد محسن المحبوبي

2-أحمد ناصر المحبوبي

3-خالد علي المحبوبي 10 سنوات

4-علي محمد المحبوبي 8 سنوات

 

سقطوا ولم يتسنى لها الوقت ان تودعهم بقليل من الآيات القرآنية بل أنهم رحلوا جميعا ..وبدون أن يستأذنوا على الأقل  ،لم تصرخ  حمدة ولكنها دمعت واقفة وتساقطت من عينها الشظايا والدموع وانهيار الإنسانية معا

ولكنها لم تسقط ولم تجثم على ركبتيها بعد…برغم انهمار دمعيها

 

تلك هي قصة حمدة تلك الصورة التي هزت اليمنين جميعا

في صباح شتوي قارص …ويوم جديد في ذاكرة الغزاة

✍ : رند الأديمي

 

#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز