تعز العز

أبعاد التحالف #السعودي- #الأمريكي الجديد ضد #قطر

الخلافات بين قطر ودول أخرى في مجلس التعاون ليست جديدة إلاّ أنها تصاعدت بشكل ملفت في الأيام الأخيرة إلى درجة قامت العديد من العواصم العربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة وقررت حرمانها من المنافذ البرية والبحرية والجوية.

وشنّت وسائل إعلام محسوبة على السعودية حملة شرسة على قطر، على خلفية تصريحات منسوبة لأمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني” رغم نفي الدوحة صحة التصريحات وتأكيدها أن موقع وكالة الأنباء القطرية قد تم اختراقه.

وتعد قطر من الدول الغنية لما تمتلكه من احتياطي ضخم من النفط والغاز الطبيعي لكنها في الوقت نفسه تواجه تحدياً اقتصادياً بسبب حاجتها للمواد الغذائية التي يأتي أكثرها عن طريق الحدود البرية مع السعودية.

وتزعم الدول العربية التي قاطعت قطر بأن الأخيرة بدأت تقترب من إيران وحزب الله وحركة حماس، في وقت يعتقد فيه المراقبون بأن هذه المزاعم ما هي إلاّ ذريعة لمهاجمة قطر في إطار خطة أعدتها أمريكا والسعودية وتبلورت بشكل نهائي خلال الزيارة التي قام بها مؤخراً الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى الرياض” التي جنى منها ما يقارب 500 مليار دولار. وتدعو الإدارة الأمريكية إلى مواجهة ما تسميه “الخطر الإيراني” من خلال ثلاثة محاور:

الأول: تشكيل تحالف أمريكي – عربي محوره السعودية

بعد زيارة ترامب إلى الرياض بدأت السعودية باتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة نفوذ إيران ومحور المقاومة في المنطقة، ووجدت في إثارة مزاعم ضد قطر وسيلة لتشكيل محور عربي يأخذ على عاتقه تنفيذ هذه المهمة ويحظى بطبيعة الحال بدعم واشنطن والدول الحليفة لها. وما يعزز هذا الاحتمال هو الغضب الأمريكي من قطر بعد مغادرة ترامب الرياض، فقد هاجم سياسيون أمريكيون قطر دون سابق إنذار وهدد بعضهم بنقل قاعدة العديد العسكرية من الدوحة إلى دولة أخرى في مجلس التعاون أو الأردن.

الثاني: التنسيق بين السعودية والكيان الإسرائيلي

سعى ترامب خلال زيارته إلى الرياض ومن بعدها إلى تل أبيب إلى رفع مستوى التنسيق بين السعودية والكيان الإسرائيلي في إطار المشروع الأمريكي لمواجهة إيران ومحور المقاومة في المنطقة. وتحدث الرئيس الأمريكي عمّا أسماه ضرورة تشكيل “ناتو عربي” لهذا الغرض. وكتب ترامب في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع “تويتر”: “من الجيد أن نرى أن الزيارة إلى السعودية تأتي بثمارها بهذه السرعة”.

ويؤكد المراقبون بأن زيارة ترامب إلى الرياض جاءت بمثابة مصادقة صامتة على “الزعامة السعودية” التي تثير خلافات كثيرة في المنطقة، وهو أمر يؤدي حتماً إلى تصعيد الخلافات والخصومات الإقليمية.

 الثالث: توحيد الخطاب ضد حماس

سعت السعودية إلى اتهام قطر بالوقوف إلى جانب حركة “حماس” من أجل تأليب الدول العربية الموالية لها ضد هذه الحركة باعتبارها جزء من محور المقاومة الذي تدعمه إيران في المنطقة. وهذا الهدف يصب بصالح أمريكا والكيان الإسرائيلي في نهاية المطاف.

وكانت مصر والسعودية قد مارستا الضغط على قطر منذ وقت طويل لحملها على طرد الشخصيات الإخوانية وعناصر “حماس” المقيمين في أراضيها.

وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن الأزمة الراهنة بين السعودية والإمارات والبحرين مع قطر وصلت إلى ذروتها، والهامش الذي يمكن أن تتحرك من خلاله أي جهود لتسويتها قد ضاق باحتدام الحملات الإعلامية المتبادلة عقب تفجر الأزمة.

وكانت العلاقات بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى قد شهدت أزمة مماثلة في آذار/مارس عام 2014، حين سحبت هذه الدول سفراءها من الدوحة بسبب موقف قطر من الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، وعلاقاتها مع الاخوان المسلمين. ولم تتعد تلك الأزمة سحب السفراء وتمت تسويتها في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام.

ويمكن القول إن الأزمة الراهنة تختلف كلياً عن سابقتها، وهي أشد وطأة وأكثر خطورة، وتثير التوترات الأخيرة مخاوف من إمكانية اندلاع نزاع جديد يزعزع الاستقرار بقدر أكبر في المنطقة التي تدور فيها حالياً معارك على جبهات عدّة.

ويتوقع بعض المحللين أن يكون قطع العلاقات الدبلوماسية ما بين السعودية ودول أخرى مع قطر تمهيداً لغزو شامل لها. وما يعزز هذا الاعتقاد هو وجود تحركات عسكرية سعودية قرب الحدود القطرية.

#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز