تعز العز

 من هدى القرآن / بعد أن أرشدنا إلى التوحد، ثم إلى التقوى، نهانا عن التفرق، ثم قال: هو معنا، وله ما في السموات وما في الأرض، سيهيئ الأمور لنا، وقال بأن أعدائنا ضعاف.

تعود الآيات إلى ساحة الصراع من جديد، بعد أن ذكَّرت بعظم المسئولية، إذا كان هناك من يندفع من منطلق استشعاره بعظم المسئولية؛ ليقول – وهذه هي الهداية على أرقى مستواها، وتصوير الواقع على أوضح ما يكون، وبما يكشف أن الله يهدي، يهدي الناس هنا إلى كيف يكونون مواجهين في ميدان المواجهة مع أهل الكتاب، اليهود والنصارى – يقول بعد أن أرشدنا إلى التوحد، أرشدنا إلى التقوى، نهانا عن التفرق، وخطورة التفرق في الدنيا وفي الآخرة. ثم أكد لنا بأن هذه الآيات هي حق، ثم قال: هو معنا، وله ما في السموات وما في الأرض، سيهيئ الأمور لنا، يقول أيضاً عن أولئك الذين ندعوكم الآن لمواجهتهم، كأنه يقول لنا هكذا: الذين نحدثكم في هذه الآيات، ونؤهلكم لمواجهتهم، ولقتالهم هم أيضاً ضعاف،

 

أليس هذا عاملاً آخر يبعث على الانطلاق؟ يقول: أنتم متى كنتم بهذا المستوى: متوحدين معتصمين بحبل الله جميعاً، وكنتم على هذه الثقة العالية بالله، أن له ما في السموات وما في الأرض، وأنه لن يغلق الأجواء أمامكم، ولن يدعها مغلقة أمامكم،

وبعد أن ذكر بخطورة أولئك علينا في حياتنا، وفي ديننا، في آخرتنا، يقول عنهم: هم أيضاً متى كنتم بهذا المستوى فسيصبح واقعهم هكذا: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً}(آل عمران: من الآية111) طقطقة هناك، طقطقة لا قيمة لها {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ}(آل عمران: من الآية111) ما الذي بقي بعد هذا؟ ومن الذي يقول هذا؟ هو الله، الذي يعلم الغيب في السموات وفي الأرض، ويعلم السر في السموات وفي الأرض، يعلم اليهود الذين ضرب عليهم الذلة والمسكنة، كيف سيكونون في ميدان القتال.

ولهذا الأشخاص الذين يثقون بالله يتكلمون بملئ أفواههم بكل تحدِّ لإسرائيل عند رأسها، حسن نصر الله، وأمثاله، بكل صراحة، وبكل قوة، من منطلق ثقته بصدق القرآن، أن هؤلاء أجبن من أن يقفوا في ميدان القتال صامدين، وجرَّبوهم فعلاً، جرَّبوهم في جنوب لبنان، كيف كانوا جبناء، يهربون، جندي واحد يرد قافلة، ورتلاً من الدبابات، الشاحنات العسكرية، أرعبوهم حتى أصبح اليهود متى ما خرج اليهودي من جنوب لبنان إلى داخل فلسطين يبكي من الفرح، ويقبِّل أسرته، خرج من بين غمار الموت.

{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً} يصبح إعلامهم، تصبح كل أعمالهم، كلها تتبخر عندما تكونون على هذا النحو، عندما تكونون على هذا المستوى من الوعي، والثقة بالله، والاعتصام بحبل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في داخلكم حتى تكشفوا لكل أسرة ما يدبره ضدها الآخرون، تصبح كل وسائل إعلامهم تخسر، تخسر، قنوات فضائية تتبخر، وترسل ذبذبات إلى فوق ولا تنزل إلى الأرض، مؤامراتهم في مجال الاقتصاد كلها تتبخر، تصبح أذية: إزعاجاً، مثلما يأتي ذباب [يحدث طنيناً] عند أذنك.

{وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ} أليس هو يؤكد لنا أن كل شيء من جانبهم يتبخر، وسيفشل؟ كل مؤامراتهم تصبح مجرد أذى، لا فاعلية لها، وإن نزلوا إلى ميدان المواجهة المسلحة {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ} يفرون من أمامكم {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} لا يجدون من ينصرهم، فعلاً لا يجدون من ينصرهم، لا الله، ولا حتى تلك الشعوب الأخرى، شعوب الغرب، ستتخلى عن اليهود، إذا ما وجدونا نحن، من مصالحهم داخل أراضينا، هكذا قال أحد المسئولين، أعتقد مسئول فرنسي، أو بريطاني، عندما قالوا لهم: لماذا لا تقفون مع العرب؟ قال: [لستم بمستوى أن نقف معكم، ولا بمستوى أن نتخلى عن إسرائيل؛ لأن إسرائيل هي المهيمنة].

قال: {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} عبارة: ينصرون فعل ما يسمى (مبني للمجهول) أي فاعله مجهول، أي: لا يحصل لهم نصر من أي طرف آخر، لا من قبل الله، ولا من قبل أحد من البشر، {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} تلك الشعوب نفسها سترى بأنها أن تقف مع إسرائيل، وهي ترى موقف السخط داخل هذه الأمة، وترى الجهة القوية التي تضرب إسرائيل، ستحافظ على مصالحها، هل هم وقفوا مع شاه إيران؟ وكان هو عميل، وكانت إيران تهمهم كثيراً، مصالحهم من إيران أكثر من مصالحهم من إسرائيل.

{ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} لا يكون هناك من يقف معهم وينصرهم، أليس هذا مما يشجع على مواجهتهم حتى المواجهة المسلحة؟ قل للناس الذين يقولون: كيف يمكن؟ من يستطيع لإسرائيل وأمريكا؟ من يستطيع أن يواجه إسرائيل؟ في الأخير يصبح لدينا شعور بعيداً عما قاله الله سبحانه وتعالى: أن هؤلاء الذين هم خصوم ألداء، وخصوم خطيرون جداً، جداً، هم ليسوا خطيرين في ميدان المواجهة المسلحة.

{وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ} أليست هذه الآية من آيات الله حقيقة، وجربوها في جنوب لبنان؟ {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ} منهم أصحاب الضمير في قوله: يقاتلوكم؟ أنتم يا هؤلاء، وليس هذه المجاميع؛ لأنهم قد قاتلوا المصريين، وقاتلوا سوريين

 وهزموهم، أليس كذلك؟ لأنهم لم يكونوا من هذه النوعية، ممن يعتصمون بحبل الله جميعاً، وينطلقون بثقتهم بالله، وينطلقون وفق ما هداهم الله في هذا القرآن الكريم، القرآن الكريم هدى حتى إلى القيادة التي يجب أن تكون هي القيادة للأمة كيف يجب أن تكون، ومن أين تكون، فعندما تتوفر للأمة هذه المقومات وإن كان شعباً واحداً، أو جنوب شعب، كما هو في جنوب لبنان، سيولونهم الأدبار، وسينهزمون من أمام وجوههم.

لكن لما تجمعت سوريا ومصر والأردن، وعدة بلدان، هزمتهم إسرائيل، ألم يهزمهم اليهود، أم نقول: أن القرآن الكريم ليس حقائق؟ لا، هو حقائق لا تتخلف إطلاقاً، لو تجمع العرب على هذا النحو، وكل بلد يعطي جيشاً وهم على هذا النحو، لن ينتصروا أبداً أمام إسرائيل، وستهزمهم إسرائيل.

ابدأوا كونوا بهذا المستوى وسترون ترون ماذا؟ أن أولئك اليهود {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} أصبح الناس في جنوب لبنان لا يخافون إسرائيل، يتجرءون على إسرائيل، يتحدونها، عروض عسكرية تحت مرأى أقمارها، مرأى ومسمع وسائل إعلامها، يتحدونها بكل جرأة، وبكل قوة، وهم حزب واحد فقط، في جنوب لبنان، بينما هزمت أمامها جيوش عربية متعددة؛ لأنهم كانوا غثاء كغثاء السيل، ليسوا بمستوى أن يحظوا بأقل نسبة من نصر الله.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

الدرس الرابع – سورة آل عمران – ص – 10 – 11.
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ:28 شوال 1422هـ
الموافق:12/1/202م
اليمن – صعدة

 

#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85